فرضية النظافة بإشراف البروفيسور الدكتور عبدالله الشميمري استشاري الأمراض الصدرية و العناية المركزة 14-07-2021

"فرضية النظافة" هي مدرسة فكرية قدمتها بعض الدراسات الطبية، واكتشفت خلال البحث عن سبب زيادة انتشار الربو. وعلى الرغم من أن الربو ليس مرضًا جديدًا، إلا أن حالات الربو في ازدياد مضطرد منذ بدء الاحصاء في السجلات. وقد حاولت بعض الدراسات الطبية معرفة سبب ذلك، وخلصت إلى جانب العوامل البيئية، إلى اقتراح فرضية النظافة كسبب لهذا الارتفاع في الحالات.


إن "فرضية النظافة" هو المصطلح المستخدم لوصف حقيقة أننا، كنوع بشري، صرنا أكثر نظافة مما كنا عليه في أي وقت مضى. فمعظم الأسر تستخدم منتجات تنظيف قوية، والأطفال الصغار ليسوا معرضين اليوم للأوساخ والبكتيريا كما كانوا عليه في الخمسينات والستينات. وفي حين أن هذا لا يمكن أن ينظر إليه على أنه شيء سيئ، فقد أشارت بعض الدراسات إلى أنه قد يكون ساهم في ارتفاع حالات الربو.


عند استنشاق البكتيريا المتواجدة في الهواء، تزداد ضررًا - ويمكن أن تسبب التهابًا مؤقتًا في الرئتين عادة ما يتجلى من خلال السعال. ففي أوائل القرن العشرين، كان الأطفال الصغار يتعرضون للبكتيريا يوميًا بسبب معايير النظافة الأقل صرامة؛ ونتيجة لذلك، كانت القصبات الهوائية في رئتيهم تبدو متهيجة. وكان الجسم يتعلم إدارة هذا الوضع، فيقوم بتهدئة القصبات الهوائية. ويمكن وصف الربو أساسا بأنه تهيج القصبات الهوائية. وحيث لا يتعرض الأطفال في الوقت الحاضر لنفس المستويات من البكتيريا، فإن أجسادهم لا تتعلم كيف تقوم "بتهدئة" الشعب الهوائية في حياتهم المبكرة. مما قد يؤدي، وكما يخمن البعض، إلى عدد أكبر من حالات الربو، لأن الأطفال عندما يواجهون البكتيريا الآن، فإن أجسامهم ليست على علم جيد بكيفية التفاعل معها.