تغيير الهرمونات أو تناول بعض الأدوية قد يُسبب فقدانه 29-09-2023

عندما يتعلق الأمر بالشعر ينتابنا الشعور بالقلق والحيرة حول كيفية العناية به من حيث تحديد طوله واختيار القصة والتسريحة المناسبة له وصبغه إذا استدعت الضرورة لتغطية الشعر الأبيض. يشير خبراء الشعر إلى أن الشعر يكشف عن صحة صاحبه أكثر من مجرد كونه دليلاً على اتباعنا لآخر صرعات الموضة. في الحقيقة يمكن للشعر و فروة الرأس أن تحمل مؤشرات تدل على عدد من الأمراض والحالات الصحية.

كان الاعتقاد السائد بأن الشعر هو بروتين ميت ولكننا ندرك اليوم بأن التغيرات الداخلية في الجسم تؤثر حتماً في صحة الشعر. حيث يستجيب الشعر للضغوط سواء كانت ضغوطاً جسدية نتيجة الإصابة بالأمراض أو العلل داخل الجسم أو ضغوطاً نفسية.

ملمس الشعر الجاف والرقيق التالف:

ماذا يعني ذلك: هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى جفاف الشعر ومن ذلك صبغات الشعر، استشوار النفخ، السباحة في المياه المعالجة بالكلور. ولكن التغيرات الملحوظة في ملمس الشعر وطبيعته يمكن أن تكون مؤشرا على اضطرابات في الغدة الدرقية وخمولها hypothyroidism. وقد تلاحظ بعض السيدات أن كمية الشعر أصبحت ضئيلة، وليس بالضرورة أن يكون السبب في ذلك تساقط الشعر - رغم حدوثه في كثير من الحالات- إلا أن تضاؤل الشعر قد ينتج أيضا عن التغيرات التي تطرأ على سماكة الشعرة الواحدة حيث تصبح ضعيفة وأكثر رقة.

و تشمل العلامات الأخرى لخمول الغدة الدرقية التعب، وزيادة الوزن، وبطء معدل ضربات القلب، والشعور بالبرد في كل وقت. وفي بعض الحالات يصبح شعر الحاجبين رقيقا وتتساقط وكمؤشر تنبيهي يصبح الثلث الخارجي من الحاجب رقيقاً جداً أو يختفي بفعل سقوط الشعر.

لذا يجب استشارة الطبيب حول مخاوفك والمشكلة التي تعانين منها واطلبي منه التحقق من مستويات هرمون الغدة الدرقية عن طريق إجراء تحاليل الدم الأكثر شيوعاً وهي الخاصة بقياس مستويات الهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH) و T4. كما ينصح بتدوين الأعراض التي تعانين منها. تكمن الطريقة المثلى لعلاج المشكلة في زيارة الطبيب وفحص الغدة وعمل التحاليل المخبرية أو الأشعة الصوتية.

بقع متقشرة أو يابسة على فروة الرأس، وغالبا ما تبدأ على امتداد خط الشعر:

ماذا يعني ذلك: عندما تتكون طبقة قشرية سميكة على فروة الرأس فإن هذا يدل عادة على الصدفية والتي يمكن تمييزها عن بقية حالات القشرة الجلدية من خلال سماكة سطح القشرة. الصدفية من أمراض المناعة الذاتية الأكثر شيوعاً وتحدث نتيجة سرعة بناء الجلد بفعل إرسال إشارات خاطئة لتسريع دوران ونمو خلايا الجلد.

فالصدفية تحدث عادة مع جملة من الأمراض المناعية الأخرى مثل مرض كرون ومرض الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي. فإذا كنت تعاني من الاضطرابات المناعية فعلى الأرجح إصابتك بالصدفية. وفي المقابل يمكن لاكتشاف الصدفية أن يضعك في حالة من التأهب لظروف صحية أكثر خطورة. حيث إن 30 بالمائة من مرضى الصدفية قد يصابون بالتهاب المفاصل الصدفي والذي يسبب تورم مؤلم في المفاصل.

ماالذي يتوجب عمله: هناك قائمة طويلة من المقومات التي تساعد في تخفيف مرض الصدفية، وتقوم الخطة العلاجية في كثير من الأحيان على مبدأ التجربة والخطأ. وتشمل العلاجات الموضعية الشامبو التي تحتوي على قطران الفحم أو حمض الصفصاف، والكريمات أو المراهم التي تحتوي على الزنك والألوفيرا (الصبار). ويعمل كريم الهيدروكورتيزون على تخفيف الالتهاب. وتشمل الكريمات وصفة طبية فيتامين D وفيتامين A، وأنثرالين anthralin. كما ابدى العديد من المرضى نجاحاً كبيراً في علاج فروة الرأس بأشعة الضوء فوق البنفسجية، بالإضافة إلى أن الأدوية الجهازية مثل السيكلوسبورين تعمل بشكل أفضل من الأدوية الموضعية عند بعض المرضى.

من الجيد أن تقوم بزيارة الطبيب للحصول على المساعدة في تحديد الخيار العلاجي المناسب بدلاً من إهدار الوقت في تجريب العلاجات بنفسك. مع الأخذ في عين الاعتبار أن الصدفية تزيد من خطورة الإصابة بداء السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، وأنواع معينة من السرطان، ومتلازمة التمثيل الغذائي، والسمنة، والاكتئاب.

تضاؤل حجم الشعر على كامل الرأس:

ماذا يعني ذلك: من الطبيعي سقوط ما يقارب 100 إلى 150 شعرة في اليوم كجزء من دورة النمو. ولكن يصبح الأمر مثيراً للقلق عندما تعلق كمية كبيرة من الشعر في الفرشاة عند تسريحه أو على المنشفة بعد الاستحمام أو عندما تلاحظين سقوط كتل من خصلات الشعر. من الأسباب الشائعة في حدوث ذلك الضغوطات النفسية أو الجسدية المفاجئة، مثل الطلاق أو فقدان الوظيفة. وغيرها ارتفاع درجة الحرارة بفعل الإنفلونزا أو الالتهابات. كما يمكن لداء السكري أن يؤدي إلى ترقق الشعر أو تساقطه المفاجئ. ويقول خبراء السكري أن تضاؤل حجم الشعر أو فقدانه على نحو مفاجئ ينبغي أن يعتبر كعلامة مبكرة تنذر بأن داء السكري أخذ في التأثير على مستويات الهرمونات.

وهناك أيضاً بعض الأدوية التي تسبب تساقط الشعر كأحد الآثار الجانبية وتشمل هذه حبوب منع الحمل، وغيرها من بعض الأدوية . كما أن الحمل وانقطاع الطمث من العوامل التي تسبب تساقط الشعر بينما تؤدي متلازمة تكيسات المبيض إلى تساقط الشعر أو فرط نمو الشعر وفقاً لمدى اضطراب توازن الهرمونات. كما تعتبر أمراض الغدة الدرقة وخاصة قصور الغدة الدرقية من الأسباب الأكثر شيوعا لفقدان الشعر.

وللتحقق من ذلك يجب ملاحظة وجود تورمات صغيرة بيضاء في جذور الشعر، حيث يوحي وجودها بأنه تساقط مؤقت بدلاً من كونه نمطاً من أنماط الصلع عند الذكور أو الإناث. ويمكن للأدوية التي تتعارض مع الهرمونات أن تسبب مثل هذا النوع من تساقط الشعر.. أما الضغوطات الجسدية التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان الشعر بصورة مؤقتة فتشمل فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، ونقص البروتين، وهذه شائعة لا سيما في أولئك الذين عانوا من اضطرابات الأكل.

مايجب القيام به: إذا أصبت بفقدان الشعر المؤقت -على خلاف تساقط الشعر الوراثي الذي عادة ما يكون فقدان دائم- فالحل هو معالجة العامل المؤدي لهذه المشكلة أو التوقف عن تناول العلاج المسبب لها. كما يساعد تناول البيوتين التكميلي على تعزيز قوة الشعر والأظافر. وعلى الرغم من ان نقص فيتامين د لا يشار إليه كأحد أسباب تساقط الشعر إلا أن تناوله يساعد على استعادة نمو الشعر حيث تحتاج بصيلات الشعر إلى مستويات جيدة من فيتامين د لكي تستعيد صحتها. وتحدد الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين د3 بما مقداره 2000 وحدة دولية. كما ينصح بفحص مستويات الحديد في الدم للتحقق من فقر الدم وأخذ الحديد إذا استدعى الأمر.

فقدان الشعر الدائم الذي ينتج

عن أنماط الصلع الوراثي:

ماذا يعني ذلك: يعتبر الرجال والنساء على حدّ السواء عرضة لما يعرف الصلع الوراثي androgenic alopecia. يحدث الصلع عادة نتيجة للتغيرات التي تطرأ في نمط الهرمونات الجنسية كما أن بعض الحالات الصحية والأمراض يمكن أن تساهم في مثل هذا النوع من فقدان الشعر بفعل تأثيرها على الهرمونات. ويرجع السبب في كثير من حالات الصلع عند الإناث إلى هرمون التيستوستيرون الذكوري حيث يسبب تقلص بصيلات الشعر على نحو تدريجي مما يؤدي إلى قصر حياة الشعرة ويعيق إنتاج الشعر بشكل طبيعي. أما أشكال الصلع الشائعة عند الذكور فهي في معظمها وراثية وغالباً دائمة ما لم تعالج بالأدوية.

ويحدث النمط الشائع من الصلع في الرجال عن طريق تراجع الشعر على امتداد خط الشعر في مقدمة الرأس أو الجانبين أوفي الجزء الخلفي من فروة الرأس. وفي بعض الأحيان يحدث هذا النمط من الصلع عند عينة من النساء في حين يتمثل النمط الشائع بينهن في تساقط الشعر من كافة فروة الرأس بشكل عام.

يمكن أن يساهم داء السكري في فقدان الشعر من خلال تأثيره على الدورة الدموية الأمر الذي يؤدي مع مرور الوقت إلى عدم وصول التغذية الكافية إلى بصيلات الشعر فتبدأ بالضمور تدريجياً وبالتالي يتعطل انتاج الشعر ويحدث فقدان الشعر على نحو دائم.

هناك بعض الظروف الصحية التي تسبب فقدان الشعر بفعل الدور الذي تلعبه في تغيير الهرمونات. ومن ذلك أمراض الغدة الدرقية (فرط نشاط الغدة الدرقية أو خمولها على حدّ سواء) وأمراض المناعة الذاتية. بالإضافة إلى أن بعض الأدوية التي تؤخذ على المدى الطويل لعلاج الأمراض المزمنة يمكن أن تشتمل على أثار جانبية من ضمنها تساقط الشعر.

ما يجب القيام به: إذا اشتبهت بالإصابة بفقدان الشعر نتيجة استخدام دواء معين فيمكن التحدث مع الطبيب المعالج عن البديل المتاح الذي لا يعرض الشعر للتساقط كأثر جانبي، (مع الحرص على تجنب التوقف عن تناول دوائك الهام من تلقاء نفسك).

https://www.alriyadh.com/