كشفت دراسة جديدة من كلية الطب بجامعة كورنيل في نيويورك بأمريكا عن أن الدماغ يبدأ في التعرض لضرر صامت ناجم عن ارتفاع ضغط الدم قبل وقت طويل من وصوله إلى مستويات يمكن رصدها طبياً، وهو ما قد يفسر الارتباط الوثيق بين ارتفاع الضغط وتدهور القدرات الإدراكية.

وتُظهر النتائج، أن الأوعية الدموية والخلايا العصبية والمادة البيضاء في الدماغ تبدأ بفقدان وظائفها والدخول في مرحلة شيخوخة مبكرة حتى قبل تسجيل أي ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم. وتشبه هذه التغيرات ما يُلاحظ في المراحل الأولى لمرض الزهايمر واضطرابات الإدراك الوعائي.

ورصد الباحثون تحولات مبكرة في التعبير الجيني داخل خلايا الدماغ، وهي تغيرات قد تؤثر مباشرة في مهارات التفكير والذاكرة.

ويُعرف أن المصابين بارتفاع الضغط أكثر عرضة لمشكلات إدراكية بمعدل يصل إلى 1.5 مرة مقارنة بغيرهم، على الرغم من أن أدوية الضغط الحالية لا تظهر فوائد إدراكية كبيرة.

وقال فريق البحث إن حجم التغيرات كان مفاجئاً للغاية، مؤكدين أن فهم تأثير ارتفاع الضغط على الدماغ على المستويين الخلوي والجزيئي قد يفتح الطريق أمام استراتيجيات تمنع أمراض التنكس العصبي، بما فيها الخرف، قبل ظهور أعراضها.