الشارقة: سارة المزروعي

يُعد المرقدوش من النباتات العطرية التي اكتسبت مكانة خاصة بين الأعشاب التقليدية، فهو نبات عشبي معمّر يعود إلى عائلة النعناع، إلا أن له طابعه الخاص الذي يجمع بين رائحة دافئة أقرب إلى النعناع ونكهة لطيفة تضفي عمقاً على الأطعمة والمشروبات، ويمتاز هذا النبات بأوراقه الخضراء الداكنة وأزهاره الصغيرة التي تتدرج ألوانها بين الأبيض والوردي، فيما يتراوح ارتفاعه عادةً بين 30 و60 سنتيمتراً ليكوّن شجيرة أنيقة يسهل العناية بها.
تكمن فائدة المرقدوش في استخدام أوراقه الطازجة أو المجففة، إذ يضيف لمسة مميزة إلى أطباق الحساء والسلطات، كما يدخل ضمن خلطات الأعشاب التي تُستخدم للمذاق والفائدة معاً، وغالباً ما يُحضر كشاي عشبي دافئ يساعد على تهدئة المعدة وتخفيف الانزعاجات الهضمية، ما يجعله خياراً شائعاً خلال المواسم التي يزداد فيها الشعور بالتعب أو الحاجة للراحة.
يسهم المرقدوش في تحسين وظائف الجهاز الهضمي، إذ يخفف التوتر العضلي في الأمعاء ويحد من الانتفاخات بفضل ما يحتويه من زيوت عطرية فعّالة مثل الثيمول والكارفاكرول، ما يجعله خياراً طبيعياً لتهدئة التقلصات وتنظيم حركة الهضم.
تتميز هذه النبتة بثرائها بمركبات نباتية تساعد على الحد من الالتهابات، الأمر الذي قد ينعكس إيجاباً على تخفيف آلام المفاصل والعضلات، خاصة عند استخدامها بشكل منتظم أو ضمن مشروبات عشبية دافئة.
وتُظهر بعض الأبحاث الأولية أن استنشاق زيت المرقدوش قد يُسهم في ارتخاء الجهاز العصبي وتهدئة التوتر، ما يساعد الجسم على الدخول في نوم أعمق وأكثر استقراراً.
يستفاد من المرقدوش تقليدياً في تخفيف الاحتقان وتهدئة أعراض نزلات البرد، سواء من خلال استنشاق بخاره أو تناوله ضمن مشروب دافئ يُهدّئ الحلق ويُساعد على فتح الممرات التنفسية.