السحور.. مخزون التغذية والترطيب 09-03-2025

يُشكل السحور الرمضاني الركيزة الأساسية التي تزود الجسم بالتغذية والترطيب واستقرار مستويات الطاقة، وكما يوفر العناصر التي يحتاج لها الصائم خلال ساعات الصيام، ما يُسهم في تقليل الإحساس بالجوع والعطش ومحاربة الكسل والصداع والدوخة وتغير المزاج في النهار..
وفي السطور التالية يقدم الخبراء والاختصاصيون العديد من النصائح التي تساعد على تعزيز التوازن والحصول على السحور متوازناً وصحياً.. 

1


تقول د. رشا العاني، أخصائية طب الأسرة: إن هناك العديد من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الكثير من الأشخاص أثناء السحور ومن أهمها: تناول الأطعمة المقلية والمصنعة والتي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح، ما يزيد من العطش وفقدان السوائل في الجسم، بالإضافة إلى المشروبات الغنية بنسبة عالية من الكافيين، كالقهوة والشاي، والتي تعمل كمدرات للبول، ما يؤدي إلى الإصابة بالجفاف.
وتضيف: يمكن أن يؤدي شرب كميات كبيرة من الماء دفعة واحدة، عوضاً عن تقسيمها على فترات متفاوتة، إلى نتائج عكسية، حيث يقوم الجسم بطرد الماء الزائد بطريقة سريعة، وتجدر الإشارة إلى أن تخطي وجبة السحور بشكل كامل من أهم العادات الخاطئة وغير الصحية في شهر الصيام، كونها تحرم الصائم من الترطيب والطاقة اللازمين في النهار.
توضح د.رشا العاني أن وجبة السحور يجب أن تحتوي على المكونات الصحية اللازمة التي تمنح الجسم التوازن والترطيب الأمثل: وتشمل على الأطعمة الغنية بالماء مثل: البرتقال والبطيخ والخيار والخضراوات الورقية، وتوفر الكربوهيدرات المعقدة مثل: الشوفان والحبوب الكاملة والأرز البني طاقة طويلة الأمد، فيما تعتبر منتجات الألبان، كالزبادي واللبن ممتازة للترطيب خلال الصيام، ويضمن شرب كميات معتدلة من الماء أثناء السحور امتصاصاً أفضل للعناصر الغذائية في الطعام.
وتبين رشا العاني: أن الحفاظ على ترطيب الجسم يتم عن طريق تناول كمية كبيرة من الماء بين أوقات الإفطار والسحور ويفضل شرب ما لا يقل عن 8-10 أكواب وتوزيعها بشكل متساوٍ طوال ساعات عدم الصيام ويمكن أن يساعد دمج الأطعمة المرطبة في النظام الغذائي للحفاظ على مستويات السوائل في الجسم، كما يجب على الصائمين تجنب الإفراط في تناول الكافيين والمشروبات السكرية، حتى لا يتعرض الجسم للجفاف ويعتبر شاي الأعشاب وماء جوز الهند من البدائل المفضلة، كما يسهم تقليل تناول الملح خلال وجبة السحور في منع العطش المفرط أثناء النهار.
عادات غذائية
تشير خديجة كاباسي، أخصائية التغذية العلاجية، إلى أن الصحة والتغذية تحتل مركز الصدارة في رمضان ومن الضروري الحفاظ على التوازن في الوجبات لضمان تغذية الجسم بشكل صحيح أثناء الصيام وتعتبر وجبة السحور هي الركيزة التي تدعم الصائم طوال اليوم، لذلك يجب أن تتكون من أطعمة بطيئة الهضم وغنية بالألياف، للبقاء من دون الإحساس بالجوع والشعور بالشبع والنشاط لفترات أطول. 
وتتابع: تعتبر الحبوب الكاملة مثل الشوفان وخبز القمح الكامل والأرز البني خيارات رائعة، لأنها تطلق الطاقة ببطء، ما يمنع الشعور بالخمول، كما يجب إقرانها بالبروتينات مثل البيض المسلوق أو الجبن أو الزبادي اليوناني، ما يساعد في الحفاظ على كتلة العضلات مع دعم فقدان الدهون ومن المهم أيضاً إدراج الدهون الصحية مثل: المكسرات أو بذور الشيا أو الأفوكادو لتعزيز الشعور بالشبع أثناء الصيام.
وتضيف: من المهم أيضاً تضمين الأطعمة والعناصر المرطبة مثل: الفواكه كالبطيخ أو الخيار أو البرتقال، كونها تساعد في الحفاظ على ترطيب الجسم، وخاصة إذا اقترنت بالكثير من الماء قبل وبعد السحور.
تؤكد خديجة كاباسي على أن شهر رمضان يقدم فرصة لبناء عادات غذائية صحية، ومع التخطيط الدقيق للوجبات ولذلك يجب التقليل من الأطعمة المقلية والمشروبات السكرية والحلويات الثقيلة، لأنها تسبب زيادة الوزن وتؤدي إلى الخمول وضرورة اختيار الأطباق المخبوزة أو المشوية أو المطبوخة على البخار والتي تحافظ على النكهة دون إضافة سعرات حرارية غير ضرورية. 
وتضيف: الترطيب ولكنه مهم للغاية خلال شهر الصيام، حيث يفيد شرب الكثير من الماء بين الإفطار والسحور في الحفاظ على رطوبة الجسم وتحسين عملية الهضم وتجنب احتباس الماء طوال ساعات عدم الصيام، يمكن أن يكون شاي الأعشاب والماء المملوء بالليمون أو النعناع أو الخيار طرقاً رائعة لإضافة بعض النكهة ودعم الترطيب بشكل أكبر.
إدارة الأدوية
تلفت د.دعاء زكي، أخصائي طب الأسرة، أن تناول الأدوية في المواعيد المنتظمة هي أساس إدارة جودة الحياة بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة، إلا أن بعض الأنواع يمكن أن يكون لها آثار جانبية وتتسبب في زيادة الغضب والقلق خاصة خلال وقت الصيام ويرجع ذلك إلى أن تعرض الجسم للجفاف وانخفاض مستويات الجلوكوز (نقص السكر في الدم) ما يجعل المريض أكثر غضباً وتهيجاً وفي حالة مزاجية منخفضة ومن أبرز هذه الحالات، مرضى داء السكري الذين يخضعون لحقن الأنسولين والعقاقير التي تعمل على خفض مستويات السكر في الدم، ومن يتناولون الأدوية المُحفزة للجهاز العصبي، والتي تُستخدم كمضادات للاكتئاب وكذلك الذين يعانوا من ارتفاع ضغط الدم، المصابين بمشكلات في القلب والعلاجات المدرة للبول لخفض ضغط الدم من خلال إخراج السوائل والأملاح عن طريق البول. 
توصى د.دعاء زكي ببعض الإرشادات الطبية، التي يمكن تطبيقها لتجنب ظهور أعراض العصبية المزعجة وتغير المزاج خلال ساعات الصيام ومن أهمها، شرب كميات كافية من الماء خلال الفترة بين الإفطار والسحور، تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الملح لمنع إصابة الجسم بالجفاف خلال النهار والحد من التعرض لأشعة الشمس المباشرة وقت الذروة واستشارة الطبيب المختص حول التوقيت المناسب لتناول الأدوية والجرعات وتحديد التعديلات اللازمة وخاصة لمرضى السكري وتجنب الوجبات التي تحتوي على معدل عالٍ من السكر، حتى لا يتسبب في تفاقم الحالة الصحية وتجعل نسبة السكر في الدم غير قابلة للضبط، وتجنب ارتفاع وانخفاض مستويات السكر، حتى لا تؤثر سلباً على الصحة العقلية العامة للصائم.
وتضيف: يجب الاهتمام بوجبة السحور وعدم تفويتها وتناولها في وقت متأخر قدر الإمكان والحرص على تناول الدواء بالجرعة الموصوفة الكاملة إذا ما اختار المريض الصيام، ومراقبة الحالة الصحية باستمرار وفي حال كانت مشاعر الغضب والتهيج مصحوبة بأعراض شديدة مثل ضيق التنفس وزيادة معدل ضربات القلب، فحينها يتعين على المرضى طلب المساعدة من الخبراء الطبيين في أقرب وقت ممكن، وربما الامتناع عن الصيام.

تعزيز التوازن الصحي

ينصح خبراء الصحة والرعاية الطبية بمجموعة من العناصر الغذائية التي يجب تناولها خلال وقت السحور، بحيث تسهم في تعزيز صحة الصائم والحفاظ على مستويات الطاقة والترطيب اللازمة خلال ساعات الصيام:

1- يجب أن يتضمن السحور الأطعمةَ الغنية بالألياف، كالحبوب الكاملة مثل: الشوفان أو الأرز البني أو خبز القمح الكامل للحفاظ على الشعور بالشبع لفترة أطول، كما يساعد في تعديل السكر في الدم والإمداد بالطاقة وتعويض خسارة الفيتامينات والمعادن خلال وقت الصيام.

2- تضمين البروتين في كل وجبة، عن طريق إضافة البيض المسلوق أو الزبادي اليوناني أو الدجاج أو العدس للحفاظ على العضلات والمساعدة في فقدان الدهون.

3- شرب كمية وفيرة من المياه وتجنب المشروبات السكرية والكافيين، التي تزيد من الإصابة بالجفاف.

4- تجنب الأطعمة المقلية والحلويات السكرية لمنع انهيار الطاقة وزيادة الوزن غير المرغوب فيه وتعمل على زيادة الوزن والإحساس بالجوع.

5- الحد من الإفراط في تناول كميات كبيرة من الطعام، لتجنب الشعور بحرقة المعدة، كذلك تجنب المأكولات الحارة المسببة لعسر الهضم والمشروبات الغازية التي تؤثر على الجهاز الهضمي وتسبب الانتفاخ؛ لأنهما يسببان صعوبة النوم وخسارة الجسم للسوائل والأرق، كما يجب إضافة الفواكه والخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من الماء، مثل الخيار والبطيخ والخضر الورقية.https://www.alkhaleej.ae/