آفات المثانة..أعراض مزعجة والاختبارات أساس العلاج 15-07-2021


تقع المثانة البولية في أسفل البطن، وهي عضو عضلي أجوف يقوم بتخزين البول، وتستطيع احتواء نحو 473 مليلتراً من السوائل، وعند امتلائها تقوم الأعصاب بإرسال إشارات إلى الدماغ؛ لضرورة تفريغها؛ حيث يقوم الجسم بتضييق جدران المثانة، وتتوسع عضلة أخرى؛ للسماح بخروج البول، ولكن في بعض الحالات يتعرض هذا الجهاز لآفات ومشكلات مرضية يتحدث الخبراء والاختصاصيون عن بعض منها في السطور القادمة.

يقول الدكتور ديناناث ثكار استشاري جراحة المسالك البولية: إن التهاب المثانة ينجم عن العدوى البكتيرية، وسوء النظافة العامة، وعدم تناول كميات كافية من الماء (من 2 إلى 3 لترات للبالغين)، ويتسبب في تورم البطانة، وترافقه زيادة الحاجة إلى التبول والشعور بالحرقان، إلى جانب آلام في أسفل البطن، ويتم التشخيص عن طريق الكشف السريري والفحوص وصور الأشعة، وفي بعض الحالات يتم التأكد عن طريق تحليل البول الروتيني، إلى جانب مزرعة البول لتحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى.

فئة مستهدفة

يؤكد د. ديناناث أن التهاب المثانة يستهدف الأشخاص من جميع الأعمار؛ لكنه أكثر شيوعاً عند النساء بين 20 إلى 40 سنة، وبعد عمر

ال55، وتعد هذه الالتهابات من المشاكل غير المعقدة؛ حيث إن البعض يمكن أن يصاب بها بشكل متكرر، ومع ذلك يجب أن يخضع المريض للعلاج وتناول الأدوية الموصوفة، وفي بعض الحالات يمكن أن يكون خطراً، ويحتاج إلى التدخل الطبي العاجل عندما يكون مصحوباً بالحمى أو بألم في الخاصرة.

سلس البول

يذكر د.خير الله الحسيني استشاري جراحة المسالك البولية، أن سلس البول هو عدم القدرة على حبس القطرات وتسربها إلى الخارج من دون السيطرة من المصاب، ويستهدف النساء أكثر من الرجال، وخاصة في فترة الحمل، ويتم التشخيص من خلال إجراء فحص كامل لتاريخ المريض، وخاصة الجانب العصبي من الأعراض الرئيسية، ووفقاً للنتائج يتم التأكد عن طريق اختبار البول، أو التصوير المقطعي المحوسب للمنطقة المصابة، ودراسة ديناميكا البول للمثانة والعضلة العاصرة، وهناك أنواع مختلفة من هذه الإصابة:-

* عند الأطفال بعد سن الخامسة ويطلق عليه سلس البول الليلي.

* عند البالغين هناك أنواع سلس البول الإلحاحي، والإجهادي، وقلة التدفق الزائد، والسلس المستمر أو الكامل.

* يتأثر المسنون بالعديد من أنواع التسرب البولي المختلفة؛ بسبب الضعف العام والمشكلات العصبية.

أسباب متعددة

يبين د.خير الله أن أسباب السلس البولي كثيرة ومتعددة، ففي الأطفال يحدث نتيجة تأخير السيطرة العصبية على التبول، جنباً إلى جنب مع النوم العميق وتناول السوائل في وقت متأخر، أما عند البالغين فينجم عن فرط نشاط المثانة أو ضعف قاع الحوض أو تعرض العضلات العاصرة البولية لأضرار نتيجة جراحة سابقة، أو خلل في الأعصاب، وأمراض الدماغ والحبل الشوكي والأضرار الناجمة عن السكتة الدماغية أو حادث الأوعية الدموية، كما يؤدي تدلي القرص وإصابات العمود الفقري إلى تلف المثانة والعضلة العاصرة مع إمداد العصب العضلي الحوضي الذي يسبب تحكماً غير طبيعي في وظيفة المثانة وفقدان السيطرة على البول.

مضاعفات ومخاطر

يشير د.خير الله إلى أن السلس البولي يؤثر سلباً في الشخص المصاب؛ حيث إن تسرب القطرات وتلوث الملابس الداخلية يعد من المشاكل المزعجة التي تسبب الإحراج، ولا يستبعد الضغط النفسي، ومشكلة الجلد الناجمة عن تكوين القرحة والرائحة الكريهة؛ لذلك فإن علاج سلس البول يعتمد بشكل أساسي على سبب الإصابة، ففي حالات الأطفال يجب إدارة السوائل؛ للحد من التبول اللاإرادي، ويعد العلاج الدوائي هو الطريقة الأفضل للنساء، إضافة إلى الخيارات الجراحية، وتمارين قاع الحوض، وعامل تضخم عنق المثانة، ووضع العضلة العاصرة الصناعية، أما كبار السن فيمكنهم استخدام الوسادات الخاصة والقسطرة.

فرط النشاط

يشير الدكتور هالوك أوغلو أخصائي جراحة المسالك البولية إلى أن فرط نشاط المثانة هو حالة من الرغبة المفاجئة في التبول، وأحياناً تسريب لبعض القطرات، وإحساس مستمر بامتلاء المثانة والاستيقاظ ليلاً؛ للذهاب إلى المرحاض؛ حيث إن المثانة تشبه إلى حد كبير البالون، وتخزن بداخلها البول الذي تنتجه الكليتان، وتبلغ سعتها لدى الشخص البالغ نحو 500 مل، ويتم خروج البول عن طريق إرسال إشارة من المثانة إلى الدماغ؛ لتنبيهه إلى امتلائها؛ حيث إن مركز التحكم في الدماغ يفحص المحيط وينظم تقلصات المثانة، أما في حالة زيادة الإحساس وفرط النشاط، فإن المثانة تبدأ بإرسال الإشارات في وقت أبكر بكثير مما ينبغي، أو عندما تمتلئ بنحو 50-100 مل.

وسائل التشخيص

يبين د.هالوك أن تشخيص فرط المثانة يتم من خلال الكشف السريري، ووفقاً لإرشادات جمعية سلس البول الدولية، فيجب تحديد مدى خطورة الحالة وتأثيرها على حياة المريض، عن طريق إعطاء أنابيب يقوم المريض بتعبئتها لمدة 3 أيام متتالية، إضافة إلى تحليل البول؛ لأن أي التهاب في المثانة يمكن أن يسبب أعراضاً مماثلة لفرط النشاط، ويعد التصوير بالموجات فوق الصوتية البسيط قبل وبعد عملية التفريغ وسيلة مفيدة لتأكيد الحالة المرضية.

طرق التداوي

يؤكد د.هالوك أن فرط نشاط المثانة حالة قابلة للعلاج، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو السبب الأساسي للإصابة، وتبدأ الخيارات من التغييرات البسيطة في نمط الحياة إلى التحفيز العصبي، وعادةً ما يكون العلاج الدوائي لتنظيم المثانة هو الخطوة الأولى في الحالات التي لا يكون فيها للعقاقير فائدة كبيرة، أو لها موانع أو آثار جانبية، ويعد حقن توكسين البوتولينيم في جدار المثانة من الطرق الفاعلة مع معدلات نجاح عالية، كما يكون تحفيز العصب الظنبوبي مساعداً للعلاج في الحالات الشديدة؛ حيث يتم زرع مفتاح تحكم كهربائي في الفقرات العجزية وتُسمى (تحفيز العصب العجزي).

عادات صحية

يلفت د.هالوك إلى أن التهابات المسالك البولية المتكررة، واحتباس البول لفترة طويلة من الأسباب الرئيسية للإصابة بفرط نشاط المثانة، وكذلك الأمراض العصبية؛ مثل: مرض باركنسون، وإعاقات قاع الحوض، ويمكن السيطرة على تطور الأعراض وتحقيق قدر كبير من الراحة، بتطبيق بعض النصائح والالتزام بالعادات الصحية الآتية:

* اتباع نظام غذائي دقيق يُحسن من تطور الأعراض، ويتضمن الأطعمة أو المشروبات التي تسهل الإحساس بالمثانة، كالفواكه الحمضية، المشروبات الفقاعية التي تحتوي أيضاً على حمض الكربونيك، وأكثر من كوب واحد يومياً من القهوة أو الشاي، وفي بعض الحالات الطماطم النيئة، الشوكولاتة الداكنة، والأهم من ذلك البهارات المفرطة على الأقل في المرحلة الأولى من العلاج.

* يميل بعض المرضى إلى تقليل تناول السوائل حتى لا يذهبوا إلى المرحاض مرات كثيرة، ولكن هذه الطريقة تعرضهم للخطر، وخاصة عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً؛ حيث إنها تؤثر سلباً في وظائف الكلى.

* إن الأعصاب في عضلات قاع الحوض جزء لا يتجزأ من التحكم في التبول؛ لذلك فإن التمارين التي تركز على عضلات هذه المنطقة تقلل الأعراض بشكل كبير.

* السيطرة على أي حالة طبية أخرى كتنظيم السكري، وتناول أدوية ارتفاع ضغط الدم ومشاكل الأوعية الدموية التي تؤثر في معدل إنتاج البول، ويجب على المريض مشاركة حالته الصحية مع الطبيب المعالج.

أورام خبيثة

يعد سرطان المثانة الأكثر شيوعاً بين الأنواع التي تستهدف الرجال في أي مرحلة عمرية؛ لكن تنتشر الإصابة بشكل أكبر بين كبار السن، وهو ينشأ عن نمو غير طبيعي للخلايا البولية التي تبطن تجويف هذه المنطقة، وربما يمتد انتشارها لأجزاء أخرى من الجهاز البولي؛ حيث إنها تخضع لطفرات تؤدي إلى نموها وتكاثرها وانقسامها، وربما تكون من النوع الحميد أو تتحول لأورام خبيثة، وتجدر الإشارة إلى أن 10% من الحالات قابلة للعلاج والتعافي في حال اكتشافها وتشخيصها مبكراً، مع ضرورة المتابعة الطبية الدورية.