أضرار زيادة الكالسيوم لاتقل خطورة عن نقصه 15-07-2021


يعلم الجميع أن فوائد عنصر الكالسيوم للجسم كثيرة، فهو ضروري في مرحلة نمو الأطفال، حيث يساهم في زيادة الطول واكتمال الجهاز الحركي، كما أن له دوراً في عمل العضلات بصورة كبيرة.

نقص الكالسيوم يعني الكثير من الأضرار والأوجاع التي يشعر بها الشخص، وسرعان ما يصف الطبيب الأدوية اللازمة لزيادة هذا العنصر في الجسم للوقاية من مشاكل كبيرة ومضاعفات مستمرة.

يلجأ الكثير إلى تناول مكملات غذائية لزيادة الكالسيوم في الجسم من دون مراجعة الطبيب، أو تلجأ الأم إلى إعطاء الصغار الكالسيوم، اعتقاداً منها أنه سوف يعمل على النمو السريع، ولكن هذه الأساليب تؤدي إلى زيادة معدل الكالسيوم في الدم، وبالتالي يمثل أضراراً لا تقل خطورة عن نقصه، وهي الحالة التي تعرف بفرط كالسيوم الدم، أو زيادة بصورة كبيرة عن المعدل الطبيعي.

يقول الأطباء إن الكالسيوم في العادة لا يزيد عن 2% من الوزن العام للجسم، موزعة على العظام ونسبة قليلة للغاية توجد في مكونات الدم.

يؤدي ارتفاع مستوى هذا العنصر في الدم إلى أعلى من معدله الطبيعي إلى الإصابة بأضرار متعددة، ويحدث هذا عندما يكون مستوى الكالسيوم أكثر من 10.5 ملليجرام لكل ديسيلتر لكل 100 ملليلتر.

ترجع الإصابة بهذه الحالة في أغلب الأحيان إلى زيادة نشاط الغدة الدرقية، وربما كان السبب الإصابة بالسرطان، أو وجود اضطرابات صحية أخرى، وأحياناً نتيجة تناول بعض الأدوية، أو تناول العديد من مكملات الكالسيوم وفيتامين «د».

تختلف أعراض فرط كالسيوم الدم، فلو كانت الزيادة بسيطة فلن تظهر على المصاب أي أعراض، وتظهر مع زيادة معدل الكالسيوم، ومن الممكن أن يتسبب في بعض المضاعفات كهشاشة العظام والفشل الكلوي ومشاكل في القلب والجهاز العصبي.

تغييرات مزاجية

يعاني المصاب بمرض فرط كالسيوم الدم عدداً من الأعراض التي تؤثر في أجزاء الجسم المختلفة، وبصفة عامة فإن الحالات الخفيفة من فرط الكالسيوم لا يشكو المصاب بها من أعراض، وإنما تظهر في الحالات الأشد.

تتضمن أعراض هذه الحالة ضعف المصاب، وإصابته بالإجهاد والعصبية وتغيرات مزاجية، مع نقص في شهيته، ويعاني عطشاً شديداً بسبب كثرة التبول.

يتأثر بعض الأعضاء نتيجة الإصابة بفرط كالسيوم الدم، ومن ذلك أن هذه الحالة تؤدي إلى عمل الكليتين بصورة أكبر وأكثر جهداً حتى تتم تصفية الكالسيوم، ونتيجة لذلك يعاني المصاب العطش وكثرة التبول.

التهاب البنكرياس

يمكن أن تتسبب هذه الحالة في الإصابة بالتهاب البنكرياس واضطراب في المعدة مع الشعور بالغثيان والقيء والإمساك، ويحدث في كثير من الحالات أن تتسرب كمية الكالسيوم الزائدة من العظام، الأمر الذي يتسبب في إضعافها، كما أنه يؤدي إلى حدوث ألم في العظام وضعف العضلات والاكتئاب.

تتسبب زيادة الكالسيوم داخل الدم في حدوث خلل في عمل المخ، حيث يشعر الفرد بعدم التركيز والتشوش والهمدان، ويعاني بعض المصابين بزيادة الكالسيوم حالة نفسية كالاكتئاب.

يحدث هذا التداخل أيضاً مع عدوى القلب، وإن كان في حالات قليلة للغاية، ويؤدي هذا إلى خفقان القلب والإغماء، وهذه مؤشرات إلى مشاكل في القلب كاضطراب النظم القلبي.

يقول الباحثون إنه يجب الذهاب فوراً إلى الطبيب المختص فور ظهور أعراض مثل الوجع الحاد في البطن والعطش المستمر، وأيضاً كثرة التبول، فهذه الأعراض دليل قوي على زيادة الكالسيوم داخل الدم.

انقباض العضلات

يقوم الكالسيوم بأداء مجموعة من الوظائف، فإضافة إلى دوره في بناء العظام والأسنان، يساعد على انقباض العضلات، ويسهم في نقل الإشارات العصبية.

تفرز الغدد الهرمونية عند عدم توافر كمية الكالسيوم في الجسم هرموناً يحفز إخراج الكالسيوم من العظام للدم، كما يعمل على امتصاص كمية كالسيوم أكبر من القناة الهضمية.

يقلل من كمية الكالسيوم التي تخرج من خلال الكلى، مع تنشيط كمية أكبر من فيتامين «د»، والذي له دور مهم في امتصاص الكالسيوم.

سرطان الثدي

يتسبب العديد من العوامل في الإخلال بالتوزان الحساس للكالسيوم في الدم، سواء بالنقص أو الزيادة.

يعد أبرز أسباب زيادة هذا المرض هو الإصابة بفرط الدرقية، أو زيادة نشاط الغدة الدرقية، ومن الممكن أن يحدث هذا الأمر بسبب ورم صغير غير خبيث، أو نتيجة تورم واحدة أو أكثر من الغدد الدرقية الأربع.

يمكن أن يكون فرط كالسيوم الدم نتيجة الإصابة بالسرطان، حيث يتسبب في هذه الحالة سرطان الرئة والثدى، بل حتى سرطان الدم، وربما تسبب في زيادة خطر الإصابة بهذه الحالة سرطان العظام.

بعض الأمراض

يتسبب بعض الأمراض في زيادة نسبة فيتامين «د» في الدم، وهو ما يزيد من امتصاص القناة الهضمية لمزيد من الكالسيوم، ومن هذه الأمراض الساركويد والسل.

يمكن أن ترجع هذه الحالة في بعض الأحيان إلى أحد الأمراض الوراثية، والتي تعرف بفرط كالسيوم الدم ونقص الكلس البولي الوراثي، وسببه مستقبلات الكالسيوم الوهمية التي توجد في جسم المصاب، ولا تظهر أعراض ومضاعفات زيادة نسبة الكالسيوم في الدم على المصاب بهذه الحالة.

يعاني بعض من الناس فرط كالسيوم الدم عند البقاء فترة طويلة في وضعية الجلوس أو الاستلقاء، والذي يرجع إلى إحدى الحالات الصحية، وبمرور الوقت فإن العظام التي لم تحمل أي وزن خلال هذا الوقت تطلق الكالسيوم في الدم.

يؤدي الجفاف إلى ارتفاع بسيط في نسبة الكالسيوم، ويعد هذا السبب من أكثر الأسباب شيوعاً، ويمكن أن تتسبب بعض الأدوية في زيادة إفراز الغدة الدرقية للهرمونات، ومنه الليثيوم الذي يستخدم علاجاً لاضطراب ثنائي القطب.

تزيد نسبة الكالسيوم في الدم عند تناول المصاب لكميات كبيرة من المكملات الغذائية الغنية بالكالسيوم أو فيتامين «د»، وهو ما يمهد لحدوث هذا الخلل في نسبة الكالسيوم داخل الدم.

هشاشة العظام

تتعدد مضاعفات زيادة كالسيوم الدم، ومنها حدوث مشكلة الهشاشة، نتيجة خروج الكالسيوم المستمر من كتلة العظام للدم، حيث يشعر المصاب أن طوله ينقص، ويتعرض للكسر بسهولة، وينحني العمود الفقري بصورة ملحوظة.

يؤدي احتواء البول على الكثير من الكالسيوم إلى زيادة فرصة تكون البلورات في الكلى، والتي بمرور الوقت تتجمع مكونة الحصوات، وتسبب حركة الحصوات في ألم شديد للغاية، ومن الممكن أن يتسبب فرط الكالسيوم في بعض الحالات في الإصابة بالفشل الكلوي.

ينتج عن فرط كالسيوم الدم الحاد في بعض الأحيان حدوث مشكلات داخل الجهاز العصبي، كالارتباك والخرف والغيبوبة، والتي من الممكن أن تتسبب في الوفاة.

تؤثر هذه الحالة في بعض الحالات على النبضات الكهربية المنظمة لضربات القلب، وهو ما يتسبب في اضطرابها.

المراقبة والانتظار

يلجأ الطبيب إلى طلب بعض فحوص الدم المعتادة من أجل تشخيص مشكلة ارتفاع كالسيوم الدم، وتخرج النتائج موضحة وجود حالة فرط الكالسيوم أو عدمه، وذلك قبل الوقوع في براثن المضاعفات.

يمكن أن يكتشف الطبيب من خلال هذه الاختبارات مستوى الهرمون الدريقي، والذي يشير ارتفاع مستواه للإصابة بفرط الدريقات.

يلجأ للفحوص التصويرية على العظام والرئة، بهدف تحديد المشكلة الكامنة وراء الإصابة بفرط كالسيوم الدم، كالساركويد والسرطان.

يكتفي الطبيب المعالج في الغالب بالمراقبة والانتظار بالنسبة لمن يعانون مجرد ارتفاع بسيط في مستوى الكالسيوم بالدم، مع مراقبة العظام والكليتين بمرور الوقت من أجل التأكد من صحتهما.

يجب في حالة الزيادة المتوسطة والشديدة إرجاع الكالسيوم لمستواه الطبيعي، وذلك للوقاية من حدوث أي مضاعفات.

مماثلات الكالسيوم

تشمل خطة العلاج بعض الأدوية التي من الممكن أن يوصي بها الطبيب، ومنها مماثلات الكالسيوم، والتي تساعد في السيطرة على نشاط الغدة الدرقية.

تشمل قائمة الأدوية كالسيتونين، وهو هرمون مستخرج من سمك السلمون، ويتحكم في مستويات الكالسيوم في الدم، ومن آثاره الجانبية إحساس بسيط بالغثيان.

يتم في الغالب استخدام أدوية هشاشة العظام الوردية، والتي من الممكن أن تقلل سريعاً معدلات الكالسيوم، وترتبط بها بعض المخاطر كأنواع معينة من كسور الفخذ وحدوث نخر في عظام الفك.

يحتاج بعض المصابين بفرط كالسيوم الدم إلى دخول المستشفي، حيث يتلقون علاجا من خلال السوائل وريديا، وكذلك مدرات البول، حتى ينخفض مستوى الكالسيوم سريعا، وبهدف منع حدوث مشاكل في نظم القلب، أو تلف بالجهاز العصبي، وممكن أن يجرى لهم غسيل للدم حتى يتخلصوا من نسبة كبيرة من الكالسيوم المتراكم لديهم في الدم.

إجراءات للوقاية

يقول الباحثون إنه يمكن لأي شخص أن يقي نفسه من الإصابة بمشكلة فرط كالسيوم الدم، وذلك من خلال اتباع بعض الإجراءات، والتي تحافظ على مستويات طبيعية للكالسيوم داخل الجسم.

تبدأ هذه الاجراءات بالإكثار من شرب الماء، لأن ترطيب الجسم يساعد في تقليل مستويات الكالسيوم الموجودة في الدم، كما يقي من تكون الحصوات داخل الكلى.

ينصح الأطباء في هذا الإطار بالإقلاع عن عادة التدخين السيئة، لأن التدخين من الممكن أن يتسبب في ضعف العظام وكسرها، ويحافظ تجنب هذه العادة على متانة وصحة العظام عموماً.

ينبغي عند تناول أي أدوية أو مكملات غذائية الالتزام بالتعليمات التي يصفها الطبيب، لأن التجاوز في الكميات الموصوفة يتسبب في الكثير من المشكلات، والتي تأتي بنتيجة عكسية، فمثلاً تلجأ سيدات إلى تناول فيتامين «د» بكثرة من دون وصفة طبيب، على اعتبار أنه غالباً ما يكون هناك نقص فيه لدى السيدات والبنات، وهو ما يمكن أن يعود عليهن بأثر جانبي سلبي.