اسباب جلد الذات وطرق تعامل معه بطريقة صحيحة؟ 08-11-2024

اسباب جلد الذات وطرق تعامل معه بطريقة صحيحة؟
www.dalilimedical.com

يعد جلد الذات من اكثر العوائق التي تحول بينك وبين التقدم والتطور، ويُعتبر من الأمور والسلوكيات النفسية السلبية، كثيرا ما يخلط الناس بين مفهوم جلد الذات ومراقبة وتأنيب الضمير، وما أبعد المفهومان عن بعضهما البعض. فما هو جلد الذات؟ وما الفرق بين جلد الذات وتأنيب الضمير؟ وما هي خطوات التخلص من جلد الذات؟ جميعها أسئلة سنجيب عنها في دليلى ميديكال مقال اليوم.

 

 

 

ما هو جلد الذات؟

يُعد جلد الذات أو تحقير الذات أحد الأمراض النفسية، وهو قيام الشخص بالتفكير بتفاصيل أخطائه وتضخيمها والحديث عنها بشكلٍ دائم، مما يتسبب بإلحاق الأذى بنفسه قصداً، وقد يكون الضرر معنوياً من خلال إقناع الشخص نفسه بأنّ الخطأ الذي ارتكبه لا يُغتفر.يُصنف جلد الذات بأنه أحد أشكال الإساءة العاطفية، وهو لا يكون في مواقف عرَضية في الحياة، لكنّه يتكرر ويُصبح اعتيادياً وروتينياً في معظم المواقف التي يشعر بها الشخص بأنه أخفق، ومع الزمن لا يتوقف الأمر عند الشعور بالذنب فقط ولكنه يتطور إلى الخزي والعار، مما يقود الشخص إلى تقليل قيمة نفسه وتقليل شأنها، ويتميز جالد الذات بأنه دائم السخط على الحياة.

ازاي ابطل الوم نفسي؟

هناك تمارين سلوكية بسيطة يمكنك أن تطبقها، من هذه التمارين: حين تأتيك فكرة تلوم فيها نفسك أرجو أن تضع الفكرة المخالفة لها تماماً. لا أقول لك: زك نفسك بصورة مطلقة، ولكن تأمل وفكر فيما هو مضاد لهذا اللوم غير المبرر وغير منطقي، وحاول أن تثبت الفكرة الجديدة. كرر هذا التمرين عدة مرات يومياً

 

أنواع جلد الذات ؟

 

 

جلد الذات العاطفي: يكون جلد الذات هُنا عبارة عن الشعور بالذنب الشديد و لوم الذات ومعاقبتها، والإنخراط المُتعمد في سلوكيات مدمرة للذات مثل إفشال العلاقات الإجتماعية و معاقبة النفس على أخطاء الماضي، ويعاني الشخص من مشاعر سلبية متواصلة تجاه نفسه. في هذا النوع، يعاني الشخص من مشاعر سلبية متواصلة تجاه نفسه بناءً على تجارب عاطفية سابقة مثل الفشل في العلاقات أو رفض الآخرين. يؤدي هذا النوع إلى شعور دائم بالدونية وعدم القدرة على الاستحقاق.

 

جلد الذات العقلي: هُنا جلد الذات يتجلى بإرهاق النفس عقلياً عن طريق الدراسة الشديدة أو الإفراط في العمل و توبيخ الأفراد أنفسهم عقلياً عن أي تقصير و يكون جلد الذات قاسٍ و الشعور الدائم بعدم الكفاءة نتيجة فقدان الثقة بالنفس.

 

جلد الذات المرضي: يُمكن أن يتخذ جلد الذات أشكالاً مرضية، و يرتبط باضطرابات الصحة النفسية و قد ينخرط بعض الأفراد الذي يعانون من هذه الاضطرابات مثل الاكتئاب و القلق في إيذاء النفس و جلد الذات مثل العقوبات الجسدية وغيرها.

 

جلد الذات الناقد:  يُمارس الفرد جلد الذات بشكل ناقد لنفسه من الأمور الكبيرة والمعقدة حتى الأمور البسيطة، فالنقد لذاته مُستمر مما يؤدي إلى إرهاق نفسه و جلّب العديد من المشاكل النفسية لذاته.

 

 

 

جلد الذات المهني:  هُنا يُشعر الفرد نفسه بأنه غير قادر على إنجاز المهام الموكلة إليه مهنياً وأنه غير كُفء في مجاله المهني، ويقوم بممارسة جلد الذات على أي إنجاز يقوم به باعتباره ناقص ولا تنطبق عليه المعايير، أو عدم قدرته على تحقيق أهدافه المهنية، هذا السلوك قد يقود إلى الإحساس بالاحتراق الوظيفي وفقدان الشغف.

 

جلد الذات الاجتماعي:  يكون جلد الذات الاجتماعي في العلاقات الإجتماعية، حيثُ يقوم الفرد الذي يجلد نفسه باستمرار بتحميل نفسه المسؤولية على أي فشل في العلاقات الاجتماعية ويقوم بلوم نفسه، مما يجعله يشعر بالعزلة و يكون من أصحاب الشخصية الإنطوائية مما يؤثر على تفاعله و تكوين العلاقات الاجتماعية الإيجابية مع محيطه من أفراد الأسرة والأصدقاء.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

آثار جلد الذات

يؤثر جلد وانتقاد الذات بإفراط بشكل كبير على جوانب مختلفة من حياة الشخص، وذلك مثل:

 

التسويف أو التأجيل.

التوقف عن السعي خلف تحقيق الأهداف أو الطموحات.

تدني احترام الذات.

الشُعور بانعدام القيمة.

مشاعر الذنب.

إيذاء النفس.

السعي للكمال  أو المثالية.

غياب الدافع الذاتي.

الرهاب الاجتماعي أو القلق الاجتماعي.

قضايا صورة الجسم.

توتر العلاقات الشخصية، والانسحاب الاجتماعي.

اضطرابات الأكل.

انعدام القدرة على تقبل الفشل أو ارتكاب الأخطاء.

الشك الذاتي، وفقدان الأمان أو الثقة في التطور والنمو الشخصي.

 

الفرق بين جلد الذات ومحاسبة النفس

جلد الذات: شعور سلبي يظهر في أوقات الهزائم والإحباطات بسبب مناخ الهزيمة حين يخيم على الأجواء. حيث يلوم الشخص ذاته ويوبخ نفسه على أخطائه بشكل مستمر وغير صحي ويعجز عن مسامحة نفسه أو التصالح مع الذات، وتقل النجاحات وتبهت في نظر الشخص، ويتصدر الفشل الساحة، ويبدأ بالتقوقع على نفسه، والانغلاق عن رؤية الأمور بعين الصواب، ودائمًا ما تكون هنالك حجج لتبرير الشعور بالعجز؛ مثل مسايرة الأحداث أو الرضا بالأمر الواقع!

 

أما محاسبة النفس فهي شعور إيجابي ناضج يتمثل في معرفة مواطن الضعف والقوة بصدق وموضوعية، أي أن يقوم الشخص بتقييم مواطن قوته وضعفه دون تجريح نفسه ودون التلذذ بعذاب روحه. فيجيد قراءة نفسه ومحيطه، وبالتالي لا يخشى من مواجهة التحديات والمغامرات، ويرفض التقوقع والعذاب! ويسير بالتوكل على الله، مع العمل على أسباب النجاح والتخطيط الجيد، وفهم أخطاء الماضي وأسبابها وظروفها والاستفادة منها.

كيف يمارس الشخص جلد الذات

الأشخاص المصابون باضطراب جلد الذات يعتقدون على الدوام أنهم يستحقون العذاب، ويقنعون أنفسهم بأنهم لا يستحقون النجاح والحب والسعادة، وبالعادة فإنّ سلوكيات هؤلاء الأشخاص غالبًا ما تكون سلوكيات غير صحية، تصبح مع مرور الزمن عادات سلوكية، والسؤال الآن كيف يمارس الشخص جلد الذات؟ من خلال الأمور التالية:

 

حرق الجلد.

نتف الشعر.

كسر العظم.

ضرب أجزاء متنوعة من الجسم.

إيذاء منطقة الرأس.

إعادة فتح الجروح القديمة في الجسم.

تقليل قدر النفس أمام الآخرين.

 

 

أسباب جلد الذات

بعد معرفة ما هو جلد الذات علينا التطرق إلى الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، وهي:

الهروب من الفشل: يلجأ الأشخاص إلى جلد الذات ولومها عند الفشل بأحد الأمور، وذلك بدلاً من الوقوف على أسباب الفشل وتقويمها.

الانطواء: على عكس العزلة المؤقتة التي تُعطي الشخص فرصةً للتأمل والتفكير في حياته، يُسبب الانطواء مشاكل نفسية عديدة من أبرزها جلد الذات.

وقت الفراغ: وقت الفراغ يُعطي فرصة أكبر للشخص للتفكير بكل ما يحدث معه باستفاضة مما يزيد من نسبة جلد الذات.

فقدان الأمل: عندما يفقد الشخص الأمل في الحياة يبدأ بجلد ذاته ولوم نفسه لأبعد حد.

التفكير السلبي: يولد جلد الذات من رحم تكرار الأفكار السلبية.

الخمول: الجلوس الدائم وعدم القيام بنشاط بدني يجعل الأفكار السلبية تتكاثر وتؤدي إلى جلد الذات.

أسلوب التربية

يكتسب الشخص الكثير من عاداته في مرحلة الطفولة، والطريقة التي تربى بها، وذلك مثل نقد الذات المبالغ به؛ حيث يتعلم الأطفال نقد الذات بسبب سماع المقربين أو مقدمي الرعاية ينتقدونه، ويستمر في هذا السلوك حتى يصبح ناضجًا.

التحفيز

من المعتقدات الخاطئة أن كون الشخص قاسيًا مع نفسه، أو إذا كان يجلد ذاته فإن ذلك يحفزه على تحسين أدائه والإنجاز، ولكن هذه مجرد خرافة، ولا تؤثر بشكل جيد أبدًا على أي شخص، والأفضل التعاطف مع الذات، وتحفيز النفس بطريقة إيجابية.

 

إظهار التواضع

يعتقد بعض الأشخاص أن جلد الذات، وانتقاد الذات بشكل كبير أمام الآخرين يظهرهم على أنهم أشخاص متواضعين أو ليسوا متغطرسين.

 

الشعور بالسيطرة

قد يتمسك الشخص في انتقاد ذاته بإفراط أمام الآخرين تحديدًا لاعتقاده بأن ذلك يساعده على الشعور بالسيطرة؛ حيث أنه يعرف أنه لا يمكنه السيطرة على الطريقة التي يراه بها الآخرون، أو كيف يفكرون به، وأن جلده لذاته هو ما يجعله مسيطرًا.

تجنب النرجسية

يرى العديد من الأشخاص أن التعاطف مع الذات شكل من أشكال النرجسية العاطفية والانغماس في الذات، ولتجنب أن يكون شخصًا نرجسيًا يبدأ في جلد ذاته أو انتقاد ذاته بإفراط. إلا أن هذا أحد المفاهيم الخاطئة؛ لأن التعاطف مع الذات يعني احترام النفس وتقديرها، وليس النرجسية أو التركيز على النفس.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

علامات وأعراض جلد الذات

بعض العلامات التي تدل على أن الشخص يُكثر من انتقاد وجلد ذاته:

 

لوم النفس

يشعر الشخص أنه مسؤولًا عند حدوث أشياء سيئة أو سلبية، ويتحمل اللوم الكامل عليها مع تجاهل العوامل الخارجية. مثل لوم النفس على التخطيط لحدث ومن ثم تساقط الأمطار.

 

الإحباط والسلبية

أحد أكبر علامات جلد الذات هي إحباط أو انتقاد النفس على الأخطاء بدلًا من انتقاد الأخطاء نفسها، والتركيز على الأفكار السلبية والحديث السلبي عن النفس بدلًا من التركيز على السلوك الذي تسبب في المشكلة.

 

الابتعاد عن المخاطرة

نظرًا للاعتقاد أن أيًا كان ما سيفعله الشخص سوف ينتهي بالفشل، إذًا لا حاجة لفعل أي شيء، أو اتخاذ أي إجراء أو مخاطرة.

 

عدم التعبير عن الآراء

غالبًا ما يتجنب الشخص التعبير عن آرائه أو أفكاره حتى لا يقول شيئًا غبيًا، أو مملًا، أو يكشف عن عدم معرفته في موضوع ما.

 

المقارنات بأشخاص آخرين

عندما يعتمد تقدير الشخص لقيمته الذاتية على الطريقة التي يراه الناس بها أو التي يعتقد أن الآخرين يرونه بها بناءً على مقارنة النفس مقارنات فاشلة وغير عادلة بأشخاص آخرين.

 

عدم الرضا عن الإنجازات

مهما فعل الشخص أو أنجز في حياته لن يكون راضيًا عن إنجازاته، ويرى أنه لم يفعل أي شيء بشكل صحيح.

 

 

 

 

 

 

طرق التوقف عن جلد الذات

للتغلب على جلد وانتقاد الذات بطريقة مبالغ بها يجب فعل الآتي:

 

الرعاية الذاتية الجسدية

يمكن أن تساعد الرعاية الذاتية الجسدية في المحافظة على الصحة أو إدارة الضغوطات، واستعادة الثقة بالنفس، وتشمل ممارساتها الآتي:

 

ممارسة التمارين الرياضية المختلفة مثل رفع الأثقال أو التمارين الهوائية، والمشي، واليوجا.

المحافظة على النظافة الشخصية مثل الاستحمام.

زيارة الطبيب بانتظام.

الحصول على تدليك.

تقليم الأظافر ورعاية اليدين.

الرعاية الذاتية العاطفية

تساعد الرعاية الذاتية العاطفية الشخص على معالجة أفكاره، وتعزيز العقلية الإيجابية تجاه نفسه والآخرين، وبالتالي التوقف عن جلد الذات، وتشمل الرعاية الذاتية العاطفية الأمور التالية:

 

ممارسات اليقظة.

الكتابة في مجلة أو دفتر يوميات.

تمارين التنفس.

خلق حدود صحية للآخرين.

حب النفس

إذا أحب الشخص نفسه يصبح قادرًا على الشعور بالتناغم مع مشاعره، واكتساب ثقته من قيمته الداخلية، وذلك من خلال:

 

معالجة المشاعر أو العواطف الخاصة.

مسامحة النفس.

التعامل في طيبة مع النفس.

الامتنان.

تقدير القيمة الذاتية.

إعادة صياغة الشكوك أو الأفكار السلبية في عبارات إيجابية.

 

تغيير أنماط التفكير الخاصة

من المهم للغاية تغيير أنماط التفكير التلقائية أو استبدال الأنماط السلبية بأخرى إيجابية للتوقف عن جلد الذات. وذلك من خلال التعرف وتمييز الأفكار السلبية، ومن ثم تغييرها لأفكار إيجابية، وتغيير السلوكيات المترتبة عليها.

 

التعاطُف مع النفس

لن يتمكن الشخص من التوقف عن جلد ذاته ما لم يتعاطف مع نفسه؛ حيث أن التعاطف مع النفس يذكّر الشخص أنه يستحق التقدير أو الحب، كما أنه يساعد على التخلص من الحديث الذاتي السلبي، واكتساب المزيد من التقدير الذاتي.

 

 

 

نصائح للتخلص من جلد الذات

أهم النصائح التي تساعد على التخلص والتقليل من جلد وانتقاد الذات المفرط:

 

التوقف عن التفكير أنه إذا جلد الشخص نفسه سوف يحفزه ذلك على النجاح.

كتابة قائمة بالصفات أو المهارات الشخصية المفضلة، والتفكير في كيفية استغلالها بأمور جيدة.

التحدث إلى معالج نفسي أو طبيب نفسي حول أي صدمة قد تعرّض لها الشخص.

التخلّص من المثالية، وتقبّل الأخطاء.

تطبيق النصائح التي يتم منحها للأصدقاء أو الآخرين.

محاولة تحقيق التوازن بين تحسين الذات ـو التعاطف مع النفس.

الانتباه جيدًا للأفكار والمشاعر، وردود الأفعال يوميًا.

الاحتِفاظ بدفتر يوميات؛ لمتابعة التقدم والتحسن.

التوَقف عن مقارنة النفس بالآخرين.

التعرّف على نقاط القوة الشخصية.

مدح النفس بانتظام، والالتزام بالتحفيز الإيجابي.

التركيز على الإنجازات الشخصية أو العملية، والتعرف على أي أهداف قد حققها الشخص في حياته.

الخروج من منطقة الراحة الخاصة، وخوض المغامرات أو المخاطرة.

تكرار التوكيدات الإيجابية اليومية لحل مشاكل الشك الذاتي.

 

 

 

 

 

 

 https://www.dalilimedical.com/