انحباس البول.. معاناة الرجال بعد الخمسين! 08-06-2024

سنتناول في هذا العدد شكوى انحباس (أو حصر) البول، وكما هو واضح من الاسم فإنَ مصطلح احتباس البول هو عبارة عن عدم المقدرة على إفراغ المثانة من البول كلياً لأسباب متعددة سنذكرها فيما بعد.


ومشكلة احتباس البول تؤثر في الذكور والإناث ويمكن أن تحدث في جميع الأعمار، لكنَّها تكون أكثر شيوعاً عند الرجال بعد الخمسين من العمر. ويمكن أن يكون احتباس البول حاداً وعلى المدى القصير أو مزمناً وطويل الأجل، وفي كلتا الحالتين يحتاج المريض للعناية الطبية العاجلة، ويتطلب أحياناً دخول المستشفى لتلقي العلاج المناسب، والكشف عن السبب الكامن وراء هذه المشكلة.


وكما ذكرنا في أكثر من سياق عند الحديث عن آلية التبول، فإن التحكم في قدرة عضلة المثانة على الانبساط والانقباض للتبول أو عدم التبول تعتمد على التيارت العصبية القادمة من النخاع الشوكي وتعتمد على الأعصاب المتواجدة في جدار المثانة.


وبشكل مبسط عند امتلاء المثانة بالبول، يتم إرسال إشارة عبر الأعصاب الموجودة في جدار المثانة إلى الأعصاب الموجودة في الحبل الشوكي والدماغ، ومن ثم يتم إرسال إشارات من الدماغ إلى جدار المثانة لتبدأ بإظهار تقلصات تعمل فيها على الانقباض وإخراج البول.


وهكذا فإن أي خلل في صحة الأعصاب أو جدران المجرى البولي أو مشاكل أو اعتلال النخاع الشوكي سيؤدي لخلل في قدرة المثانة على التحكم في عملية التبول، كما أن مرونة جدران المثانة وقدرتها على الانبساط والانقباض وكمية البول الموجودة في المثانة تؤثر في أداء المثانة لوظيفتها وقد تؤدي لاحتباس البول.


ومن أعراض الإصابة باحتباس البول:


الشعور بحاجة ملحة للتبول مع عدم القدرة على ذلك.


الشعور بألم شديد والانزعاج أثناء عملية التبول.


الشعور بالرغبة بالتبول فوراً بعد الانتهاء من ذلك.


الشعور بصعوبة في إدرار البول في البداية وانسيابه بشكل خفيف.


الأسباب التي تؤدي لاحتباس البول:


أمراض الجهاز العصبي:


والتي تؤدي إلى خلل في إيصال التيارات والأوامر العصبية الواردة إلى المثانة وذلك بسبب العديد من الأمراض ومنها:


الإصابة بالزهايمر ومرض الباركنسون وداء التصلب اللويحي، والإصابة بمرض السكري، والتعرض للحوادث التي تؤدي إلى كسور في النخاع الشوكي والإصابة بالجلطات الدِّماغيَّة.


حدوث انسداد في مجرى القناة البوليَّة، كالإصابة بتضخم البروستات بالنسبة للرجال، وجود حصوة بالمجرى البولي، أو التعرض للعدوى البكتيرية وهذا غالباً ما يحدث مع السيدات.


التعرض للتيارات الهوائية الباردة.


قد يصيب الانحباس البولي الأطفال بعد عملية الطهور.


التعود على حبس البول لفترات طويلة والذي بدوره يؤدي إلى ارتخاء عضلة المثانة.


استخدام بعض أنواع الأدوية:


وهذه تحدث كنوع من الأعراض الجانبية الناتجة عن تناول هذه الأدوية التي لها خصائص محددة قد تسهم في احتباس البول


مثل: بعض أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب والتي تقلل من انقباض عضلات المثانة.


الأدوية مزيلة الاحتقان.


مجموعة الأدوية مضادة الالتهاب اللاستيرودية والتي تعمل على تثبيط إنتاج المواد المسؤولة عن انقباض عضلة المثانة.


بعض انواع أدوية الحساسية (المضادة للهستامين).


أدوية الضغط.


بعض أنواع الهرمونات.


قد يحدث احتباس البول كنتيجة للتخدير أثناء العمليات الجراحيَّة.


الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية، خاصة عند السيدات وفي فترات المراهقة.


الإصابة بالتهابات المسالك البولية يمكن أن تؤدي الى الشعور بالإلحاح البولي ومن ثم كثرة التبول، كما يمكن أن تؤدي إلى حبس البول.


الإمساك المستمر وعسر الإخراج المتعلق بالجهاز الهضمي.


تشخيص احتباس البول:


للقيام بتشخيص الاحتباس البولي وحتى يتسنى للطبيب معرفة السبب الحقيقي، يجب عمل الأمور التالية:


الفحص السريري:


ومنه يمكن معرفة فيما إذا كانت المثانة متمددة أم لا، وكذلك يجب القيام بفحص الجهاز العصبي وايضا فحص البروستات للرجال.


الفحص المخبري:


لتقييم وظائف الكلى عن طريق تحليل الدم، كما يقوم الطبيب بفحص عينة من البول للتأكد فيما إذا كان هنالك عدوى بكتيرية آم لا.


عملية التصوير بالموجات الفوق صوتية:


لفحص الكليتين وللتأكد من كمية البول المتبقية في المثانة بعد القيام بعملية التبول.


فحوصات أخرى تعتمد على تقييم الحالة مثل:

منظار المثانة، فحص ديناميكية التبول بالكومبيوتر، الزراعة المخبرية للسائل البروستاتي، وكذلك الفحص المخبري لإنزيم البروستات المسمى بي إس أي.


كيف يتم التعامل


مع الاحتباس البولي الحاد والمزمن؟


يجب أن يعالج الاحتباس البولي مباشرة بتخفيف الضغط على المثانة عن طريق افراغها تماماً من البول باستخدام القسطرة البولية كما في حالات انسداد القناة البولية نتيجة تضخم البروستات. وفي حال لم تنجح القسطرة البولية أو كانت متعارضة مع حالة المريض، يجب أن يحول المريض مباشرة الى طبيب المسالك البولية المختص في التقنيات المتطورة للقسطرة.


وبصفة عامة، توجد العديد من العلاجات الدوائية والجراحية للانحباس البولي، ويعتمد العلاج المناسب سواء كان جراحيا أو دوائيا أو غيره، على التشخيص الصحيح للحالة ومعرفة الأسباب المؤدية للاحتباس البولي والعمل على علاج السبب الكامن وراء الإصابة بهذا ال والركيزة الأساسية في العلاج هو المتابعة الحثيثة لتقدم الحالة مع الطبيب الاختصاصي.https://www.alriyadh.com/