الشخير 26-02-2024

  • الطبيعي أن ينام الإنسان بالليل ويستيقظ بالنهار (وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا). ولكن هناك من تضطره ظروف عمله أو إصابته باضطراب في الساعة البيولوجية للنوم بالنهار. فالموظف الذي يعمل بالليل وينام بالنهار عادة ما ينام ساعتين إلى أربع ساعات أقل من الموظف الذي يعمل بالنهار وينام بالليل، وهناك اختلاف كبير بين نوعية النوم بالنهار مقارنة بالليل، فالنوم بالنهار عادة ما يكون خفيفاً (قد لا يحصل الموظف على حاجته من النوم العميق) ومتقطعاً مما ينتج عنه عدم استعادة الجسم لنشاطه ومن ثم التعب والخمول والتوتر، وفي بعض الأحيان الأرق، وهذا بدوره ينعكس على إنتاجية الموظف وتركيزه في عمله، وفي بعض الأحيان قد يسبب بعض الأعراض العضوية، فعلى سبيل المثال، إفرازات الجهاز الهضمي تتبع نظام الإيقاع اليومي، فعندما يأكل الموظف في ساعات الليل المتأخرة فإنه يملأ معدته بالأكل في الوقت الذي يكون جهازه الهضمي غير مستعد لذلك، ويتركها خالية بالنهار وهي في قمة نشاطها وإفرازاتها الحمضية، وهذا يفسر نسبياً كثرة شكوى العاملين بالليل من الحموضة، كما أن الأكل ليلاً يربط في الأبحاث بزيادة الوزن واضطرابات الاستقلاب (التمثيل الغذائي). وللجواب عن السؤال فإنه يمكن القول نظرياً لو استطاع الشخص أن يخلق بيئة الليل بالنهار (من خفض الإضاءة وتقليل الإزعاج) والحصول على عدد ساعات كاف فإنه قد يخفف من آثار اليقظة ليلاً والنوم نهاراً.

https://www.alriyadh.com/