هل سينجح تطوير لقاح ضد سرطان البنكرياس؟ 01-06-2023

هل سينجح تطوير لقاح ضد سرطان البنكرياس؟

البنكرياس

يعتبر سرطان البنكرياس من أسوأ أنواع السرطانات وأشدها خطورة على حياة المصابين به، إذ لا تزيد نسبة الباقين منهم أحياء على 12 بالمئة بعد خمس سنوات من تشخيص المرض لديهم، حتى مع تطبيق العلاجات المعتمدة حتى الآن.

أدوية مناعية في علاج أمراض السرطان

اكتشفت أدوية مناعية في العقد الأخير من السنوات ثبت نجاحها في السيطرة على بعض أنواع السرطان، مثل سرطان الميلانوما في الجلد الذي كان يقضي على المصابين به خلال سنة أو أقل، ونجحت بعض الأدوية المناعية في السيطرة عليه بشكل فعال وآمن، مثلما حدث للرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر الذي أعلن في أغسطس 2015 عن إصابته بسرطان ميلانوما المنتشر في عدد من أعضاء جسمه، ونجح علاجه المناعي ببقائه على قيد الحياة حتى الآن.

هناك عدة أنواع من الأدوية المناعية التي ثبتت فائدتها في علاج أمراض السرطان، مثل مضادات الأجسام الوحيدة النسيلة Monoclonal Antibodies، وبعض اللقاحات العامة والنوعية، وطريقة أخذ بعض خلايا المناعة من دم مريض بالسرطان، وتدريبها في المختبر على قتل خلايا سرطانية معينة، ثم حقنها في دم المريض من جديد للقضاء على الخلايا السرطانية في جسمه. إلا أن جميع هذه الوسائل المناعية لم تظهر نجاحاً مهماً في علاج سرطان البنكرياس.

بريق أمل جديد على أكتاف جائحة كورونا الأخيرة

أثناء جائحة كورونا الأخيرة، نجح العلماء في تطوير تقنيات صنع لقاحات جديدة بأساليب سريعة وفعالة وآمنة باستخدام وسائل الهندسة الوراثية لصنع لقاحات من الحمض النووي mRNA. وقد موَّلَت مؤسسة المعاهد الصحية القومية الأمريكية NIH إجراء أبحاث جديدة باستخدام هذه التقنيات في مستشفى السرطان الشهير في نيويورك MSKCC حول تطوير لقاحات نوعية جديدة ضد أنواع معينة من السرطان. نشرت النتائج الأولية المشجعة لأبحاثهم هذه في المجلة العلمية المرموقة Nature بتاريخ 10 مايو 2023.

كيف أجريت الدراسة؟

تم استئصال سرطان البنكرياس جراحياً لدى 19 مريضاً، وأرسلت عينات منه إلى شركة بيونتيك التي كانت رائدة في تطوير لقاح mRNA ضد فيروس جائحة كورونا. حللت مختبرات الشركة البُنية الوراثية لهذه الخلايا السرطانية، ثم طورت لقاحاً نوعياً من نمط mRNA ضد هذه الخلايا السرطانية عند كل مريض من هؤلاء المرضى، بحيث يتناسب اللقاح مع حالته الشخصية المحددة. نجحت الشركة في صنع لقاح نوعي شخصي عند 18 من ال 19 مريضاً في هذه الدراسة خلال تسعة أسابيع من استلام العينة.

أعطي جميع المرضى دواء مناعياً من نوع مضادات الأجسام الوحيدة النسيلة، هو أتزوليوماب Atezolizumab الذي يمنع الخلايا السرطانية من تثبيط خلايا المناعة بشكل عام، ثم أعطي اللقاح النوعي الجديد إلى المرضى في تسع جرعات على مدى بضعة أشهر، إضافة إلى علاج كيماوي عام معتمد سابقاً في علاج سرطان البنكرياس. ثبت مخبرياً نجاح تحريض اللقاح لخلايا المناعة لكي تكتشف الخلايا السرطانية الموجودة لدى كل مريض بشكل نوعي وشخصي محدد عند نصف المرضى الذين تلقوا اللقاح.

بعد سنة ونصف من العلاج، لم تظهر إشارات لعودة وجود خلايا سرطان البنكرياس في جسم أي من المرضى الذين استجابت خلاياهم المناعية لتحريض اللقاح الجديد. بينما عاد سرطان البنكرياس للظهور خلال سنة واحدة من العلاج في أجسام المرضى الذين لم يستجيبوا للقاح مناعياً، مما يدل على أن خلايا المناعة التي نشطها اللقاح قد نجحت في السيطرة على المرض لدى نحو 50 بالمئة من المرضى.

ما هي التوقعات البعيدة المدى لنتائج هذه الدراسة؟

من المبكر بالطبع الوصول إلى استنتاجات حاسمة استناداً على نتائج هذه الدراسة الصغيرة، ولكنها تبشر بفتح آفاق جديدة ربما تكون ناجحة في السيطرة على هذا المرض الخبيث. وقد تنجح هذه الوسائل النوعية الشخصية في علاج أنواع أخرى من السرطانات في المستقبل. يحتاج العلماء لإجراء مزيد من الدراسات على أعداد أكبر من المرضى لمحاولة الكشف عن سبب استجابة بعضهم لأخذ اللقاح، وعدم استجابة آخرين لهذه الطريقة الجديدة في العلاج.

 

المصادر:www.sehatok.com

An mRNA vaccine to treat pancreatic cancer | National Institutes of Health (NIH)

Personalized RNA neoantigen vaccines stimulate T cells in pancreatic cancer - PubMed (nih.gov)