لماذا أصبح القراد يشكل خطرًا صحيًا متزايدًا في المملكة المتحدة 22-08-2023

أكدت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة في وقت سابق من هذا العام حالة لالتهاب الدماغ بسبب فيروس ينقله القراد. ويقال أيضًا أن رجلاً بريطانيًا أصيب بمتلازمة «ألفا غال» بعد تعرضه للدغة القراد. إذ يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى حساسية قاتلة تجاه اللحوم الحمراء.

وفي ضوء العديد من التقارير، قد يتساءل الكثيرون عما إذا كان القراد والأمراض التي تنتقل عن طريقه تشكل خطراً متزايداً في المملكة المتحدة.

هل أعداد القراد تتزايد؟

من الصعب تقديم إجابة مباشرة حول ما إذا كانت أعداد القراد آخذة في الارتفاع في المملكة المتحدة؛ وذلك لأن استطلاعات وفرة القراد تميل إلى أن تكون محلية إلى حد ما ولا يتم إجراؤها إلا خلال أطر زمنية قصيرة ومتفرقة. ويعد هذا أمرًا مهمًا؛ حيث أن دورة حياة القراد تمتد عادةً لحوالى عامين. ولكنها قد تستمر عدة سنوات اعتمادًا على ما إذا كان يتغذى أم لا. وستختلف أعداد القراد أيضًا اعتمادًا على السكان المحليين للحيوانات التي يستخدمونها كمضيفين (مثل القوارض والطيور)، وذلك وفق ما نشر موقع «theconversations» العلمي المرموق.

ونظرًا للبيانات المتفرقة المتوفرة حول كثافة القراد، فمن الصعب تقدير مقدار الزيادة الفعلية بأعداده، وما إذا كان هذا جزءًا من اتجاه طويل المدى؛ لكننا نشهد طفرة في بعض الأنواع وظهور قراد جديد في المملكة المتحدة بالسنوات الأخيرة.

لماذا تتغير الأمور؟

لا شك أن تغير المناخ كان له تأثير كبير على تفشي القراد. وكان هذا ملحوظًا بشكل خاص في المناطق الباردة، كما هو الحال في أجزاء من كندا؛ حيث لم يتم تسجيل القراد من قبل.

وفي المملكة المتحدة، يعني فصول الشتاء الأكثر اعتدالًا مؤخرًا ظهور القراد في وقت مبكر من العام عن المعتاد. ويعد التوجه لبناء المتنزهات والمساحات الخضراء، خاصة في البلدات والمدن، عاملاً آخر يمكن أن يؤثر على وفرة القراد.

وفي حين أن للمساحات الخضراء فوائد عديدة لصحة الإنسان والبيئة، إلا أنها يمكن أن توفر أيضًا موطنًا مناسبًا للقراد، مع ارتفاع خطر التعرض للبشر وحيواناتهم الأليفة.

وفي المزارع، توفر المناطق المخصصة للحفاظ على الحياة البرية أيضًا موائل ممتازة للقراد. وغالبًا ما تكون هذه قريبة من المسارات التي يستخدمها المتنزهون.

وتقوم الحيوانات أيضًا برفع أعداد القراد؛ حيث تعد الغزلان والقوارض والطيور التي تتغذى على الأرض (مثل الشحرور) من المضيفين المهمين. كما تساعد الطيور المهاجرة أيضًا في انتشار القراد في المملكة المتحدة لأنها تحمله من بلدان أخرى.

والحيوانات الأليفة التي تسافر من خارج المملكة المتحدة مسؤولة أيضًا عن جلب ما لا يقل عن عشرة أنواع من القراد.https://aawsat.com/