نوبات الغشي عند الاطفال 31-07-2021


نوبات الغشي عند الاطفال هي نوبات توقف في التنفس بشكل مفاجئ ، ولفترة وجيزة ومؤقتة، غالباً ما تتلو بكاء

الطفل بشكل شديد ، أو نتيجة موقف عاطفي مؤثر كالخوف أو الحنق، حيث لا يستطيع الطفل أخذ شهيق.

ويؤدي حبس النفس إلى هبوط عدد ضربات القلب وبالتالي نقص تدفق الدم إلى الدماغ، مما قد يؤدي إلى حصول

الإغماء وفقد الوعي لعدة ثوانٍ، ثم سرعان ما يأخذ الطفل شهيقاً عميقاً ويصحو وكأن شيئا لم يكن.

يصاب الأهل أثناء النوبة بقلق شديد يستغله الطفل فيمارس ابتزازه لهم من نوبة لأخرى للحصول على ما يريد.


متى تحدث ومتى تختفي نوبات الغشي؟

تحدث نوبات الغشي عند الاطفال عند نسبة لا بأس بها من الأطفال الأصحاء اعتباراً من عمر السنة، وقد تظهر

بشكل نادر من عمر الخمسة أشهر، ثم تتلاشى تدريجياً مع تقدم عمر الطفل.

وتختفي نصف الحالات بعمر 4 سنوات، كما يختفي معظمها بعمر 6-8 سنوات، وتبقى نسبة نادرة يمكن أن تحدث بعد عمر 8 سنوات.


أشكال الغشي عند الأطفال

يمكن أن يتظاهر الغشي عند الأطفال بأحد شكلين:

الأول : هو الغشي المرافق للزرقة (غشي البكاء): ويشكل أكثر من ثلثي الحالات، ويترافق مع ازرقاق في لون

الطفل أثناء البكاء الشديد، ويحدث هذا النوع مع الأطفال سريعي الانفعال؛ حيث يدخل الطفل فجأة في نوبة بكاء

قوية يتلوها كتم للصوت وحبس للهواء داخل الرئتين بشكل لا إرادي، ويكون الفم مفتوحا، ثم يبدأ بالازرقاق مع فقد

الوعي وارتخاء عضلات الجسم وارتداد العيون إلى الوراء، وتظهر لدى بعض الأطفال حركات ارتجاجية (كالاختلاج).

تستمر النوبة لثوانٍ قليلة يسترد بعدها الطفل تنفسه الطبيعي ووعيه، لكنه قد يبقى بحالة نعاس وخمول لدقائق بعدها.

الثاني : هو الغشي المرافق للشحوب (الغشي المبهمي): ويترافق مع شحوب لون الطفل، ويتميز بعدم

وجود صرخة بكاء؛ وإنما يحدث عند الأطفال المشاكسين ؛ ويمكن القول أنه تحت تأثير حالات الخيبة أو الخوف أو الألم

الشديد يرسل الدماغ أوامر عصبية عبر العصب المبهم إلى القلب، مما يؤدي إلى تباطؤ ضرباته ونقص تدفق الدم إلى

الدماغ ويصبح الطفل فجأة شاحب اللون فاقداً للوعي، وترتخي عضلات جسمه وقد يسقط أرضاً، ثم تعود ضربات

القلب طبيعية وكذلك وعي الطفل دون أي أثر وخلال فترة وجيزة.


حالات مشابهة وكيف نميزها؟

الحالات التي تشابه نوبات حبس النفس (الغشي) وكيف نميزها؟

أهم هذه الحالات هي:

حالات الاختلاج، هبوط الضغط الانتصابي، اضطرابات نظم القلب، فقر الدم بعوز الحديد، نقص سكر الدم عند السكريين.

ونميز هذه الحالات بأنها تحدث دون سابق إنذار بينما تحدث نوب حبس النفس (الغشي) دوماً بعد نوب البكاء أو حالة

تأثر عاطفي عند الطفل كما ذكرنا.


كيف نتصرف عند إصابة الطفل بنوبة حبس النفس ؟

يكفي وضع الطفل على جانبه وسحب أي شيء موجود من فمه، مع المحافظة على الهدوء، وسيعود الطفل لوعيه

ويتنفس من جديد دون الحاجة لأي إجراء، وقد يساعد رذاذ الماء على وجه الطفل على سرعة استعادة تنفسه.

ما الذي يجب فعله إذا كان الطفل يعاني من تكرر نوب حبس النفس؟

بشكل عام لا يوجد علاج دوائي لهذه الحالة، ولحسن الحظ أن هذه النوبات هي من الحالات الحميدة التي تختفي

تلقائياً مع تقدم الطفل بالعمر دون أن تسبب أي ضرر بالمخ، ومع ذلك يجب محاولة عدم إغضاب الطفل تجنباً لحدوثها

ولكن دون الإفراط بدلاله.

ويجب عدم إعطائه بعد النوبة ما حاول الحصول عليه قبل النوبة حتى لا يجعل ذلك وسيلة لتلبية مطالبه، فرغم أن

النوبة تحدث بشكل غير مقصود، إلا أن الطفل قد يعمل على تحفيزها عندما يريد…

المصدر

موقع طبيبك