عملية جراحة النفق الرسغي 25-02-2023

متلازمة النفق الرسغي يحدث بسبب الضغط على أحد الأعصاب التي تغذي الإحساس والحركة في «أجزاء» من اليد، وهو ما يُسمى «العصب المتوسِط».
وهذا «الضغط» يحصل في منطقة النفق الرسغي (ممر ضيق تحيط به العظام والأربطة في جانب راحة اليد). ومن الاسم فإنه «نفق»، أي ممر مجوّف ضيق، وهو «رسغي» لأنه يقع في منطقة الرسغ. وهذا النفق الرسغي بالكاد يسع عدداً من الأشياء الطبيعية التي تمر من خلاله، وخصوصاً العصب المتوسط، وعدد من أربطة العضلات التي تتحكم في حركة اليد. وليس لدى النفق قدرة على التوسع، نتيجة إحاطته بالعظام والأربطة حوله من الخارج.
وقد يتعرض العصب المتوسِط للضغط في هذا النفق الضيق، نتيجة حصول كسر أو خلع أو إصابة في منطقة الرسغ، أو التهاب في المفاصل في منطقة الرسغ، أو وجود بعض الأمراض المزمنة (مثل مرض السكري وكسل الغدة الدرقية)، أو الوضعية غير الصحية في استخدام «الماوس» للكومبيوتر (وليس لوحة المفاتيح) أو غيرها من الوضعيات التي يتخذها المرء بشكل خاطئ خلال أداء العمل أو ممارسة أي أنشطة أخرى. وأيضاً ثمة ملاحظات إكلينيكية أن الأمر له علاقة بالوراثة والتركيب التشريحي لمنطقة الرسغ.
ونتيجة لهذا، يظهر الشعور بالخدر، والألم، والضعف، في كل من اليد والذراع. وبشيء من التوضيح، فإن الوخز (شعور يشبه مرور تيار كهربي) والخَدَر، في الأصابع، عادة ما يشعر به المريض في إصبعي الإبهام والسبابة، أو إصبع الوسطى أو البنصر. إلا أن المهم أنه لن يشعر بذلك في إصبع الخنصر الأصغر (لأن له عصب آخر يتحكم في الإحساس فيه غير العصب المتوسط). وقد ينتقل هذا الشعور من الرسغ إلى الذراع. وكما تفيد المصادر الطبية، عادة ما تحدث هذه الأعراض خلال الإمساك بمقود السيارة أو الهاتف أو الجريدة، أو قد توقظ المُصاب هذه الأعراض من النوم. ويلجأ معظم المصابين لـ«هَز» اليد كمحاوَلة منهم للتخلُّص من هذا الإحساس. ومع الوقت قد يصبح إحساس الخدر موجوداً دائماً. وقد يتطور الأمر إلى ضعف في اليد، أو ضعف عضلات الإبهام القابضة، وتسقط منها الأشياء عند محاولة إمساكها.
وحينها قد يتأكد الطبيب من تشخيص الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي، عبر إجراء اختبار تخطيط كهربية العضل للعصب المتوسط.
وعند تأكيد تشخيص وجود متلازمة النفق الرسغي لدى الشخص، فإن إجراء جراحة النفق الرسغي (عملية تحرير النفق الرسغي)، يكون عندما:
• لا تُفلح المعالجات غير الجراحية في البداية، كتناول الأدوية المسكنة للألم والعلاج الطبيعي، وتغييرات في المعدات التي يستخدمها المُصاب في العمل، وجبائر المعصم، أو حتى حقن مشتقات الكورتيزون في المعصم، للمساعدة في تخفيف التورم والألم.
• تُمسي عضلات اليدين أو الرسغين ضعيفة، وتصغر في الحجم، بسبب الضغط الشديد على العصب المتوسط.
• استمرار أعراض متلازمة النفق الرسغي لمدة 6 أشهر أو أكثر، دون تخفيف.
ولذا فإن اللجوء للجراحة، يكون بالتشاور مع الطبيب المتخصص في إجراء مثل هذه العمليات، عند تأكيد التشخيص، وفي الظروف التي تقدم ذكرها.https://aawsat.com/