الدوالي.. آلام وتشنجات تؤذي الأوردة الدموية 06-05-2025

الدوالي.. آلام وتشنجات تؤذي الأوردة الدموية | صحيفة الخليج
www.alkhaleej.ae

تتسبب الدوالي الوريدية في انتفاخ وتضخم الأوردة الدموية القريبة من سطح الجلد، وتظهر على الأكثر في الجزء السفلي من الجسم بمنطقة الساقين، وتعتبر الجينات الوراثية والوقوف والمشي من أبرز الأسباب التي تزيد خطر هذه المشكلة.

وتعتبر الأوردة العنكبوتية، ودوالي الحمل من الأنواع الشائعة والطفيفة من الدوالي، ولكنها تتسبب في آلام وتورم وإزعاج للمرضى، وربما تؤدي إلى مشكلات صحية أخطر في بعض الأحيان، وفي السطور القادمة يتحدث الخبراء والاختصاصيون عن هذه الإصابة وطرق التشخيص والعلاج.

يوضح د. ياسر سليمان، استشاري جراحة الأوعية الدموية، أن الدوالي من المشكلات التي تصيب الأوردة وتتصف ببروزها وتضخمها وتعرجها، ويمكن أن تستهدف أي جزء من الجسم، إلا أنها تظهر على الأكثر في الأوردة السطحية للساقين ولها عدة أشكال وأحجام، وتحدث الإصابة على الأغلب لأسباب جينية، أو نتيجة الوقوف لفترات طويلة، كما ترافق بعض السيدات خلال فترة الحمل.

ويضيف: تتمثل أعراض الإصابة بالدوالي في ظهور عروق بارزة على سطح الجلد، وثقل في الساقين، وآلام وتشنجات عضلية، وتورم في الكاحل والقدم، وحكة في المنطقة المحيطة بالوريد، وتغيير لون وملمس الجلد في المنطقة المصابة، والالتهاب الوريدي، والتعرض للجلطات، ونزيف في الأوردة المريضة، ويتم التشخيص عن طريق أخذ التاريخ المرضي وإجراء الفحص السريري وعمل موجات صوتية.

ويشير د. سليمان إلى أن مضاعفات الإصابة بدوالي الأوردة تشمل تفاقم الألم وعدم الراحة، وتغيرات في لون وملمس الجلد، وتقرحات الساقين، وجلطات الدم ونزيف الأوردة، ويتم التداوي من خلال بعض الاختيارات، مثل: الحقن الوريدي للأوردة الدقيقة والسطحية، والعلاج بالليزر أو التردد الحراري وهو إجراء غير جراحي مناسب للأوردة العميقة، ونتائجه طويلة الأمد، وتعتبر ممارسة الرياضة والمحافظة على الجسم المثالي، وتجنب لبس الملابس الضيقة، والابتعاد عن التدخين، من الممارسات الوقائية التي تحد من تفاقم الأعراض.

الأوردة العنكبوتية

يقول د. ساهر عرعور، استشاري جراحة الأوعية الدموية، إن الأوردة العنكبوتية من المشكلات التي تُشكل مصدر قلق شائعاً، ويُشار إليها طبياً باسم «توسع الشعيرات»، حيث إنها تكون أوعية دموية صغيرة متوسعة تظهر تحت سطح الجلد بشكل مباشر، وتظهر عادةً على شكل خطوط رفيعة حمراء أو زرقاء أو أرجوانية تشكل أنماطاً تشبه الشبكة العنكبوتية، وتظهر في الغالب على الفخذين وبطن الساق والكاحلين، ولكنها تظهر أيضاً على الوجه في بعض الحالات، وعلى الرغم من اعتبارها في كثير من الأحيان على أنها مشكلة تجميلية، إلا أنها تشير إلى خلل وظيفي وريدي أساسي وتستلزم العناية الطبية.

ويضيف: تتطور الأوردة العنكبوتية عندما تتسع الأوردة السطحية بسبب زيادة الضغط الوريدي أو ضعف جدران الأوعية، وتتمثل العوامل الشائعة المساهمة في زيادة خطر الإصابة في: الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، والتغيرات الهرمونية (مثل الحمل، وانقطاع الطمث)، والتقدم في العمر، والسمنة، والعوامل الوراثية، وتعرض الوجه لأشعة الشمس، كما تُشكل عاملاً مساعداً في حدوث القصور الوريدي المزمن، حيث تتسبب الأوردة العميقة المعيبة في تجمّع الدم وزيادة الضغط في الأوعية السطحية.

يشير د. عرعور إلى أن الأوردة العنكبوتية تصيب الجنسين، ولكنها أكثر شيوعاً عند النساء، ويزداد الخطر مع التقدم في العمر ووجود تاريخ عائلي وتغيرات هرمونية، ولدى الأشخاص الذين يزاولوا مهناً محددة تتطلّب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، كما تساهم العوامل المرتبطة بأسلوب الحياة مثل قلة النشاط البدني والوزن المفرط في زيادة المخاطر.

ويضيف: لا يرافق الأوردة العنكبوتية على الأغلب أعراض واضحة، إلا أن بعض المرضى يمكن أن يعانوا مع تقدم الحالة من تورم أو تقلصات أو علامات تململ وثقل في الساقين، والشعور بحرقة مع الألم، وتتفاقم الأعراض بعد الوقوف لفترات طويلة.

يبين د. عرعور أن الإصابة بالأوردة العنكبوتية يمكن أن تعكس قصوراً وريدياً أعمق، وخاصة لدى المرضى الذين يعانون من أعراض، ولذلك يُوصى بإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية المزدوجة، لمعرفة الخلل الوظيفي الأساسي في الوريد، ما يضمن تحديد السبب الجذري وخفض معدل خطر حدوثه مجدداً.

ويؤكد أن العلاج بالتصليب للأوردة العنكبوتية من الطرق الآمنة وبسيط التوغل، ويتم من خلال حقن محلول خاص لإغلاق الأوردة المصابة، بينما يقدم العلاج بالليزر نتائج فعالة فيما يتعلق بأوردة الوجه، كما يفيد إجراء تعديلات على نمط الحياة، مثل: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام ورفع الساق وارتفاع الجوارب الضاغطة والتحكم في الوزن، وتعزيز صحة الأوردة على المدى الطويل.

دوالي الحمل

يذكر د. روشان رودني، جراح الأوعية الدموية، أن دوالي الساقين التي تظهر أثناء الحمل تكون ناجمة عن ضغط الجنين والرحم المتنامي على الحوض والوريد الأجوف السفلي الكبير داخل البطن، الذي تتمثل وظيفته في نقل الدم إلى القلب من القدمين والساقين، ما يُضعف أوردة الساقين السطحية ويُتلف الصمامات، وتعد الساقان أكثر المناطق تأثراً بالإصابة، ويمكن أن تستهدف أيضاً مناطق المهبل وجدار البطن، وتتمثل الأعراض في تغير لون الأوردة إلى الأزرق أو الأرجواني (الأوردة العنكبوتية)، وعادةً ما تُلاحَظ هذه المشكلة في مراحل لاحقة من الحمل وبعد الولادة، وتزداد تدريجياً مع مرور الوقت.

ويضيف: تعاني المرأة المصابة بدوالي الحمل من ألم وثقل في الساقين، ويتم التشخيص عن طريق الفحص السريري من قِبَل أخصائي الأوعية الدموية، وعمل تقييم دوبلر بالموجات فوق الصوتية لأوردة الساق.

يوضح د. رودني أن مضاعفات دوالي الحمل تتمثل في التعرض لجلطات دموية في الأوردة العميقة، أو التهاب الوريد الخثاري، وتتطلب عناية طبية فورية لأنها قد تُهدد الحياة إذا لم تُعالج، إضافة إلى نزف الأوردة البارزة تلقائياً أو بسبب صدمة طفيفة، ولذلك يجب ارتداء جوارب ضاغطة عالية الجودة ومُدرجة طبياً أثناء الحمل وبعده لمنع استمرار تكون الدوالي وتفاقمها. تُصاب معظم النساء بدوالي الأوردة لأول مرة أثناء الحمل، وتميل إلى التفاقم مع كل حمل لاحق ومع التقدم في السن، كما ينصح بممارسة الرياضة والمشي بانتظام لتعزيز الدورة الدموية، وتجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة، والحفاظ على وزن صحي.

وصفات طبيعية علاجية

تحتاج حالات الإصابة بدوالي الأوردة إلى ضرورة الخضوع للعلاجات الطبية، والمتابعة مع الطبيب المختص، كما تساهم بعض الوصفات الطبيعية في الحد من تفاقم الأعراض المزعجة والمؤلمة التي يعاني منها المريض، ومن بينها:-

1- تعتبر بذور العنب من المصادر الغذائية التي تحتوي على فيتامين ه، والفلافونيدات، والبروانثوسيانين، ما يؤثر إيجابياً على تحسن دوالي الساقين، والحالة الصحية العامة للأوعية الدموية.

2- يُعد تدليك كمية قليلة من خل التفاح الطبيعي المخفف بشكل موضعي على مكان آلام دوالي الأوردة من الخيارات الجيدة، كونه يعزز كفاءة وفاعلية بعض الأدوية المستخدمة في علاج دوالي الساقين، ويفضل تكرار هذه الطريقة ليلاً وصباحاً بصورة يومية.

3- يفيد زيت الخروع الدافئ في تدليك المنطقة المصابة بدوالي الساقين بلطف، حيث يحتوي على مركبات نشطة تحمل العديد من الفوائد للمناطق المصابة بالدوالي، ويخفف حدة الالتهاب ومقاومة الخثرات الدموية المتكونة في منطقة أسفل الساقين، ويعمل على تقوية تدفق الدورة الدموية، والحد من حدة البقع البنية التي تظهر مع الإصابة.https://www.alkhaleej.ae/