متلازمة اضطراب بيكا أعراضها وأسبابها وعلاجها 02-02-2025
هل شعرت يومًا برغبة ملحة في تناول أشياء غير صالحة للأكل، مثل الطين أو الطباشير أو الثلج؟ إذا كنت تتساءل عن السبب وراء ذلك، فقد تكون مصابًا باضطراب يُعرف باسم "البيكا" (Pica). يُعتبر هذا الاضطراب الغذائي دافعًا للأشخاص لتناول مواد غير غذائية، وغالبًا ما يرتبط بحالات صحية أو نفسية معينة. في هذا المقال، سنستعرض تعريف البيكا، وأسباب حدوثه، وأعراضه، وطرق التعامل معه.
ما هو البيكا؟
البيكا هو اضطراب غذائي يتمثل في تناول مواد لا تُعتبر طعامًا ولا تقدم أي قيمة غذائية. تشمل هذه المواد، على سبيل المثال لا الحصر، التراب، الطين، الطباشير، الصابون، الشعر، وحتى رقائق الطلاء. يُصنف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) البيكا كاضطراب في التغذية والأكل، ويشترط أن يستمر السلوك لمدة شهر على الأقل لتأكيد التشخيص.
هل يُعتبر مرض البيكا خطيرًا؟
تشكل خطورة هذا الاضطراب في تناول الشخص لمواد غير غذائية قد تكون سامة أو خطرة، مما يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل:
- انسداد أجزاء من الجهاز الهضمي.
- الإصابة بأنواع مختلفة من العدوى، بما في ذلك البكتيرية والطفيلية والفيروسية والفطرية.
- التسمم.
لذا، من الضروري التوجه إلى المستشفى فور ظهور أي أعراض خطيرة على الشخص لضمان إنقاذ حياته وتلقي العلاج المناسب.
من هم الأكثر عرضة للإصابة باضطراب بيكا؟
كما أشرنا سابقًا، فإن هذا الاضطراب يؤثر بشكل خاص على الأطفال دون سن السادسة والمراهقين، خاصةً أولئك الذين يعانون من اضطرابات عقلية أو ذهنية. كما أن النساء الحوامل والأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية هم أيضًا من الفئات الأكثر عرضة للإصابة.
ما هو اضطراب بيكا؟
بيكا هو اضطراب غذائي يدفع الشخص إلى تناول أشياء غير غذائية، مثل الورق، والطين، ورقائق الطلاء، والتراب، أو الشعر. وعلى الرغم من أن ما يتناوله الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب لا يسبب عادةً أضرارًا صحية، إلا أن بعض المواد مثل رقائق الطلاء قد تحتوي على الرصاص، مما يؤدي إلى التسمم.
ما سبب الرغبة في تناول الطين؟
يُعتبر نقص الحديد من الأسباب الشائعة وراء الرغبة في تناول الطين، خاصةً بين النساء الحوامل والأطفال. ويُعتقد أن الجسم، في سعيه لتعويض نقص الحديد، يلجأ إلى مصادر بديلة قد تحتوي على معادن، مثل الطين.
لماذا نهى الرسول عن تناول الطين؟
- في اللآلئ: تناول الطين يؤدي إلى نشوء النفاق، وهذا موضوع مهم. - لقد خلق الله تعالى آدم من الطين، لذا حرم تناول الطين على ذريته، وهذا موضوع آخر. - من يتناول الطين ويغتسل به، فكأنه أكل لحم أبيه آدم وتطهر به، وهذا موضوع أيضاً. - في المقاصد: يعتبر تناول الطين محرمًا على كل مسلم، حيث ذكر البيهقي أن هناك أحاديث تتعلق بتحريمه، لكن لم يصح منها شيء، وقد اتفق معه آخرون في هذا الرأي.
ما هي مدة الإصابة باضطراب البيكا؟
بالنسبة للأطفال والنساء الحوامل، غالبًا ما تختفي أعراض البيكا خلال بضعة أشهر دون الحاجة إلى علاج. إذا كان النقص الغذائي هو السبب وراء الإصابة بهذا الاضطراب، فإن معالجة هذا النقص قد تخفف من الأعراض. ومع ذلك، يمكن أن تستمر الحالة لسنوات لدى الأشخاص الذين يعانون من إعاقات ذهنية.
ما هو اضطراب بيكا؟
اضطراب بيكا هو نوع من الاضطرابات النفسية المرتبطة بتناول الطعام، حيث يقوم الشخص بتناول مواد غير غذائية وغير مألوفة مثل الطين، الصابون، والورق. يتم تشخيص هذا الاضطراب من قبل الطبيب إذا استمر هذا السلوك لأكثر من شهر. قد يؤدي اضطراب بيكا إلى مشاكل صحية متعددة، مثل التسمم نتيجة تناول مواد سامة أو الإصابة بالعدوى، ولكن في بعض الحالات قد لا يسبب أي ضرر ويتوقف الشخص عن ممارسته. يُعرف هذا الاضطراب أيضًا باسم "شهوة أكل الغرائب" أو "بيكا"، نسبةً إلى نوع من الطيور يُعرف بالعقعق الأوراسي (Pica pica) الذي يتناول أشياء غريبة.
**أسباب مرض بيكا**
أوضح العلماء أنه لا يوجد سبب محدد للإصابة باضطراب بيكا، ولكن يمكن أن يرتبط ببعض الحالات الصحية مثل:
**سوء التغذية**
يعاني العديد من الأفراد المصابين ببيكا من نقص في بعض العناصر الغذائية الأساسية مثل الزنك والكالسيوم والحديد، وخاصةً في حالات الأنيميا الناتجة عن نقص الحديد.
تشير دراسة أجريت عام 2017 ونُشرت في مجلة (Nutrients) إلى أن فقر الدم الناتج عن نقص الحديد شائع بين الأطفال الذين يعانون من بيكا، خصوصًا أولئك الذين يميلون إلى تناول الثلج أو التراب.
**الاضطرابات العقلية**
تتواجد بعض الحالات التي تعاني من اضطرابات عقلية، سواء كانت ناتجة عن مشاكل أثناء النمو في الرحم أو وراثية من أحد الوالدين، مثل الفصام وطيف التوحد والوسواس القهري.
**التوتر أو القلق**
يمكن أن يعبر بعض الأشخاص عن مشاعر التوتر والقلق من خلال تناول أشياء غير عادية.
**عوامل نفسية خلال الطفولة**
يظهر اضطراب بيكا بشكل متكرر بين الأطفال الذين يعيشون في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، مثل الفقر، وكذلك في حالات الأطفال الذين يتعرضون للإساءة أو الإهمال.
يمكن أن يكون هذا السلوك أيضًا وسيلة لجذب الانتباه، خاصة في حال غياب أحد الوالدين أو كليهما لأي سبب كان.
**العادات الثقافية والدينية**
تنتشر بعض أنواع البيكا في ثقافات وممارسات دينية معينة، مثل تناول التراب في بعض دول جنوب أفريقيا ونيو مكسيكو.
**حالات طبية**
تزداد حالات الإصابة بالبيكا خلال فترة الحمل أو في حالة الإصابة بأنيميا الخلايا المنجلية.
هل يمكن الوقاية من متلازمة بيكا أو تجنبها؟
لا يمكن الوقاية من متلازمة بيكا بشكل كامل، ولكن يمكن أن تساعد التغذية السليمة في تقليل تفاقم الأعراض لدى بعض الأطفال.
لذا، من المهم مراقبة سلوكيات الطفل بعناية للكشف المبكر عن الاضطراب، مما يساعد في تجنب حدوث المضاعفات.
يمكن تقليل مخاطر الإصابة بمتلازمة بيكا من خلال إبقاء المواد الضارة بعيدًا عن متناول الطفل.
من هم الأكثر عرضة للإصابة باضطراب بيكا؟
يمكن أن تصيب الرغبة في تناول أشياء غير غذائية أي شخص في أي مرحلة عمرية، لكن هناك بعض الفئات التي تكون أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب، ومنها:
- الأطفال الصغار، خاصةً الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات.
- النساء الحوامل.
- الأشخاص الذين يعانون من بعض الاضطرابات النفسية مثل طيف التوحد أو الفصام.
ماذا يحدث للأشخاص الذين يعانون من متلازمة بيكا؟
لتشخيص حالة على أنها متلازمة بيكا، يجب أن يستمر سلوك تناول المواد غير الغذائية لمدة شهر على الأقل.
إذا كنت تعاني من متلازمة بيكا، فقد تتناول بانتظام أشياء مثل:
- الجليد
- الصابون
- الأزرار
- الشعر
- التراب
- الرمل
- بقايا السجائر غير المستخدمة
- رماد السجائر
- الطلاء
- الصمغ
- الطباشير
- البراز
**أعراض اضطراب بيكا**
من المهم الإشارة إلى أن العرض الرئيسي لاضطراب البيكا هو تناول مواد غير غذائية وغير صالحة للأكل، حيث يفضل معظم الأفراد الذين يعانون من هذه الحالة نوعًا معينًا من المواد غير الغذائية.
ومع ذلك، فإن تناول هذه المواد الغريبة قد يؤدي إلى مشكلات صحية أخرى، تشمل:
- فقر الدم (الأنيميا)
- عدوى الديدان الدائرية (الإسكارس)
- اختلال توازن الأملاح والمعادن في الدم
- عدم انتظام ضربات القلب
- تسمم الرصاص
- الغثيان وتقلصات البطن
- الإسهال أو الإمساك، بالإضافة إلى انسداد الأمعاء الدقيقة والغليظة
- إصابات في الفم أو تكسر الأسنان نتيجة تناول مواد صلبة
ومن بين المواد الغريبة التي قد يتناولها الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب:
- الثلج والفحم والرماد
- بودرة التلك والطباشير
- الطين أو التراب
- قشر البيض
- البراز من أي نوع
- الشعر أو الخيوط
- مسحوق الغسيل ورقائق الطلاء والصابون
- الورق والحصى
- طعام الحيوانات الأليفة
- الصوف أو القماش
**كيفية تشخيص اضطراب البيكا**
لتشخيص اضطراب البيكا، يجب توافر الشروط التالية:
1. **مدة السلوك**: يجب أن يستمر تناول المواد غير الغذائية لمدة لا تقل عن شهر.
2. **التطور العقلي**: ينبغي أن يكون الشخص قد تجاوز مرحلة النمو الطبيعي للأطفال، والتي تتضمن وضع الأشياء في الفم.
3. **استبعاد العوامل الثقافية**: يجب النظر في العادات الثقافية التي قد تبرر هذا السلوك.
4. **عدم وجود أسباب طبية أو نفسية أخرى**: مثل نقص التغذية أو الاضطرابات النفسية.
**الاختبارات الطبية المستخدمة**:
- **تحاليل الدم والبول والبراز**: للكشف عن وجود عدوى أو تسمم.
- **صور الأشعة (X-ray) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)**: لتحديد أي انسداد أو ضرر في الجهاز الهضمي.
**التشخيص التفريقي:**
من الضروري التمييز بين اضطراب بيكا وبعض الحالات الأخرى التي قد تتضمن سلوكيات مشابهة، مثل:
- فقر الدم
- اضطراب طيف التوحد (ASD)
- اضطراب الوسواس القهري (OCD)
- الفصام
**ما هي المضاعفات المرتبطة بمتلازمة بيكا؟**
يمكن أن يؤدي تناول بعض المواد غير الغذائية إلى مضاعفات خطيرة، والتي قد تشمل:
- التسمم، مثل:
- التسمم بالرصاص
- الالتهابات الطفيلية، مثل:
- داء السهميات
- ديدان الإسكاريس
- الالتهابات الطفيلية، مثل:
- داء السهميات
- ديدان الإسكاريس
تسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل:
- مشاكل معوية
- إمساك
- تقرحات
- ثقوب
- انسداد في الأمعاء
- الاختناق
تؤدي أيضًا إلى مشاكل في الأسنان، والتي تشمل:
- تآكل شديد في الأسنان
- فقدان الأسنان
- تصدع الأسنان
كيف تؤثر متلازمة بيكا على صحة الجنين؟
تعتبر متلازمة بيكا من المخاطر التي تهدد صحة الجنين، حيث إن تناول المواد غير الغذائية يمكن أن يؤثر سلباً على قدرة جسم الحامل على امتصاص العناصر الغذائية الضرورية، مما قد يؤدي إلى نقص في هذه العناصر ويضر بالجنين.
تشمل التأثيرات المحتملة لمتلازمة بيكا على صحة الجنين ما يلي:
- التأثير على العناصر الغذائية التي يمكن للجنين امتصاصها خلال فترة الحمل.
- حدوث اضطرابات أثناء الولادة.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- تقييد النمو.
- مشاكل صحية مثل التسمم بالرصاص أو انسداد الأمعاء.
- اضطرابات التعلم أو مشاكل سلوكية في المستقبل، خاصة إذا تناولت الحامل مواد سامة.
- تهديد الحياة، حيث يمكن أن تؤدي المواد السامة التي يتم تناولها إلى وفاة الجنين أو تعرضه لأمراض خطيرة.
**طرق الوقاية من متلازمة بيكا لدى المرأة الحامل**
تظهر متلازمة بيكا بشكل غير متوقع، مما يجعل من الصعب تجنبها أو تقليل خطرها بشكل فعال. على الرغم من عدم وجود وسيلة مضمونة للوقاية منها، فإن الخطوة الأكثر أهمية هي التأكد من اتباع نظام غذائي متوازن. يجب أن يتضمن هذا النظام الفيتامينات والمعادن الأساسية لتفادي أي نقص غذائي قد يسهم في ظهور هذه الرغبات غير الطبيعية.
بينما لا يُعتبر النظام الغذائي المتوازن وقاية مباشرة من متلازمة بيكا، إلا أنه يبقى أمرًا ضروريًا بشكل عام.
يوصي الخبراء الحوامل باتباع النصائح التالية لتقليل خطر الإصابة بمتلازمة بيكا:
1. **تلبية الاحتياجات الغذائية للحامل**: يساعد التأكد من تلبية الاحتياجات الغذائية في إدارة الرغبات الشديدة لتناول الطعام، مما يقلل من تكرار الرغبة في تناول مواد غير غذائية.
2. **الاهتمام بفيتامينات معينة**: يُفضل تناول نظام غذائي غني بفيتامين C، الحديد، والكالسيوم. هذا يساعد في تقليل امتصاص الرصاص في الجسم، مما يحمي الجنين من التعرض له.
3. **اختيار الأطعمة ذات القوام المحدد**: يُنصح بتناول الأطعمة ذات القوام الملموس، حيث يمكن أن تساعد في تقليل الرغبة في تناول مواد غير غذائية.
- العلكة أو النعناع.
- الخضروات والفواكه المقرمشة، مثل الكرفس والجزر والتفاح.
- الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل الفاصوليا والمكسرات واللحوم والأسماك.
- الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، مثل الحمص والزبادي والجبن.
**علاج البيكا**
يتطلب علاج اضطراب البيكا غالبًا اتباع نهج متعدد التخصصات يعالج الجوانب الجسدية والنفسية للاضطراب. إذا كان البيكا مرتبطًا بنقص في التغذية، فإن معالجة هذا النقص تُعتبر الخطوة الأولى. يُعد إضافة الفيتامينات والمعادن الضرورية جزءًا أساسيًا من العلاج الغذائي. سيقوم طبيبك بطلب مجموعة من التحاليل للتأكد من عدم وجود أنيميا نقص الحديد أو أي مشاكل أخرى تتعلق بنقص العناصر الغذائية. بعد ذلك، سيضع خطة غذائية شاملة وقد يوصي ببعض الفيتامينات والمكملات الغذائية لتعويض هذا النقص. كما أن تضمين عناصر مثل الحديد والزنك في النظام الغذائي يمكن أن يساعد في تقليل الرغبة في تناول المواد غير الغذائية.
**العلاج السلوكي**
يُستخدم العلاج السلوكي بشكل شائع لعلاج اضطراب بيكا، خاصةً لدى الأفراد الذين يعانون من إعاقات في النمو أو حالات صحية عقلية. يمكن أن تكون تقنيات مثل التعزيز الإيجابي، والتكييف السلبي، والعلاج السلوكي المعرفي فعّالة في تعديل السلوك.
**التعديل البيئي**
يعتبر تعديل بيئة الفرد لتقليل الوصول إلى المواد غير الغذائية جزءًا مهمًا من العلاج. قد يتضمن ذلك مراقبة الفرد عن كثب، وإزالة المواد التي قد تؤدي إلى اضطراب بيكا من محيطه، وتوفير بدائل أكثر أمانًا للتحفيز الحسي.
**الأدوية**
في بعض الحالات، قد يتم وصف الأدوية لعلاج الحالات الصحية العقلية الأساسية التي تسهم في ظهور اضطراب بيكا. على سبيل المثال، يمكن استخدام مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) لعلاج اضطراب الوسواس القهري المرتبط بهذا الاضطراب.www.dalilimedical.com