مشكلات المثانة.. الأعراض والعلاج 15-10-2024

تواجد المثانة في الحوض، وهي عضو عضلي مجوّف يقوم بتخزين البول الذي تنتجه الكلى قبل إخراجه من الجسم، يتوسع وينقبض أثناء امتلائه بالسوائل وإفراغه من خلال مجرى البول، وتعد التهابات المثانة من المشكلات المنتشرة التي تصيب الأشخاص في أي عمر، ولكنها أكثر شيوعاً عند النساء، وتشير الدراسات إلى أن 60% من النساء مهددات بالإصابة بالتهاب المسالك البولية في حياتهن، ومن بين 20% إلى 40% منهن مستهدفات بالعدوى المتكررة، ويزيد خطر الإصابة مع ارتفاع نسبة السكر في الدم، وحالة ضعف المناعة، والنوم في الفراش لفترة طويلة، والقسطرة البولية، وانقطاع الطمث، والحمل، وحصوات الكلى وتضخم البروستاتا، وفي السطور التالية يسلط الخبراء والمختصون الضوء على هذا الموضوع تفصيلاً.


يقول د. مناف الهاشمي، استشاري جراحة المسالك البولية، إن الأمراض التي تصيب المثانة يمكن أن تستهدف جميع الأشخاص، ولكن تزيد المخاطر لدى النساء بسبب قصر مجرى البول، ويرتفع معدل الإصابة بالحصوات لدى الرجال فوق سن ال50 عاماً، وفرط نشاط المثانة والأورام لدى كبار السن، وتستهدف الالتهابات وخلل المثانة مرضى السكري، ويرتبط السرطان ارتباطاً وثيقاً بالذين لديهم تاريخ من التدخين.

د.مناف الهاشمي


يوضح د. الهاشمي أن هناك العديد من المشكلات المرضية التي تستهدف الجهاز البولي والمثانة، ومنها:

* الالتهابات التي تتسبب في الشعور ببعض الأعراض، كالرغبة الشديدة في التبول، والحرقان عند التبول، والبول العكر أو ذي الرائحة القوية.

* حصوات المثانة التي تتكون على شكل كتل صلبة من المعادن، وتسبب الألم وصعوبة التبول ووجود دم في البول.
* فرط نشاط المثانة الذي يظهر على شكل رغبة مفاجئة في التبول لا يمكن السيطرة عليها، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى سلس البول.
* التهاب المثانة الخلالي، وهي حالة مزمنة تسبب ضغط وألم المثانة، وربما تؤدي إلى آلام الحوض.
* سرطان المثانة الذي يبدأ في الخلايا مع دلالات كوجود دم في البول، وكثرة التبول، وألم في الحوض.
يلفت د. الهاشمي إلى أن هناك بعض العادات السيئة التي يمكن أن تسبب مشاكل في المثانة، ومنها: عدم شرب الكمية الكافية من الماء والترطيب اللازم، ما يتسبب في تركيز البول، وبالتالي التهاب وتهيج المثانة، كما يؤدي حبس البول بشكل متكرر إلى ضعف عضلات المثانة، ويعمل سوء التغذية وتناول الأطعمة الغنية بالتوابل وشرب كميات كبيرة من الكافيين، والمحليات الصناعية، على تهييج المثانة، كما ينجم عن عدم ممارسة التمارين الرياضية ضعف عضلات قاع الحوض، ما يؤثر بالتحكم في المثانة، ويزيد الإفراط في التدخين بشكل كبير من خطر الإصابة بالسرطان، وتجدر الإشارة إلى أن تجاهل التهابات المثانة وعدم علاج عدوى المسالك البولية على الفور يمكن أن يؤديا إلى مشاكل أكثر خطورة في المثانة والكلى.
مضاعفات وعلاج
يذكر د. أبهيمانيو جوبتا، مختص جراحة المسالك البولية، أن العدوى هي السبب الرئيسي في الإصابة بالتهابات المثانة عند النساء، إذ إن الأنبوب البولي الموصول بالمثانة يكون صغيراً، ما يجعل دخول البكتيريا من فتحة الشرج (الأمعاء) إلى المثانة سهلاً، كما يلعب سوء النظافة وقلة شرب الماء والإجراءات الجراحية، دوراً مهماً في زيادة خطر حدوث الالتهابات. 

د.أبهيمانيو جوبتا


ويتابع: يتم تشخيص التهابات المثانة عن طريق اختبارات البول الروتينية، لتأكيد وجود العدوى وتحديد نوع البكتيريا المسببة والمضادات الحيوية الأكثر ملاءمة، وفي بعض الأحيان يحتاج المرضى الذين يعانون عوامل الخطر إلى مزيد من الفحوص، مثل قياس مستويات سكر الدم والموجات فوق الصوتية للتحقق من البروستاتا أو الحصوات، خاصة في حالات الالتهابات المتكررة.
ويؤكد د. جوبتا أن الإهمال في معالجة التهابات المثانة يمكن أن يؤدي إلى عدوى الكلى وتلفها، وفي بعض الأحيان يسبب ضرراً دائماً، ويعد الإنتان من المضاعفات المحتملة التي تهدد الحياة ويحدث عندما تنتشر البكتيريا في الدم، وتزيد الالتهابات المتكررة من فرص الإصابة بحصوات الكلى أو تهيج المثانة.
يشير د. جوبتا إلى أن علاج التهابات المثانة يشمل المضادات الحيوية التي تكافح نوع العدوى، ويمكن وصف أدوية أخرى مثل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية للحد من تفاقم الأعراض، ويعتمد اختيار المضاد الحيوي على زراعة المسالك البولية، ويجب على الإناث المصابات بالالتهابات المتكررة اتباع تغييرات نمط الحياة الأساسية التي تشمل تناول الكثير من الماء، والقيام بالنظافة الجيدة مثل مسح منطقة الشرج من الأمام إلى الخلف، والاهتمام بالنظافة العامة على الدوام.
السلس البولي
يبين د. خيرالله الحسيني، استشاري جراحة المسالك البولية، أن السلس البولي أحد الاضطرابات التي تصيب الجهاز البولي، وخاصة المثانة، وهو عدم القدرة على حبس البول أو تسرب بعض القطرات بشكل لا إرادي، ويمكن أن يصيب الأطفال بعد سن الخامسة، ويحدث على الأغلب في الليل، نتيجة تأخير السيطرة العصبية على التبول، جنباً إلى جنب مع النوم العميق وإدارة تناول السوائل، ويتأثر كبار السن بالعديد من أنواع التسرّب البولي المختلفة بسبب ضعفها وأمراضها العصبية.

1


ويضيف: «أما البالغون فيمكن أن يعانوا سلس البول الإلحاحي والإجهادي، أو قلة التدفق الزائد أو المستمر أو الكامل، بسبب فرط نشاط المثانة أو ضعف قاع الحوض والعضلات العاصرة البولية وتزويد الأعصاب، وينجم في بعض الحالات عن الضرر الجراحي للعضلة العاصرة من عمليات سابقة وأمراض الدماغ والحبل الشوكي، أو المضاعفات الناتجة عن السكتة الدماغية أو حادث الأوعية الدموية الذي يؤدي إلى تدلي القرص وإصابات العمود الفقري، وبالتالي تلف المثانة والعضلة العاصرة مع إمداد العصب العضلي الحوضي الذي يسبب تحكماً غير طبيعي في وظيفة المثانة وفقدان السيطرة على البول».
ويتابع: «إن تشخيص حالات السلس البولي تتم من خلال إجراء فحص كامل لتاريخ المريض، وخاصة الجانب العصبي من الأعراض الرئيسية، وتحدد الفحوص اللازمة وفقاً للنتائج، عن طريق اختبار البول، التصوير المقطعي المحوسب، الرنين المغناطيسي للمنطقة المصابة، ودراسة ديناميكا البول للمثانة والعضلة العاصرةhttps://www.alkhaleej.ae/