البدانة بين الأطفال.. أزمة عالمية 05-10-2024

دق باحثون من كلية شميدت للطب بجامعة فلوريدا أتلانتيك الأمريكية ناقوس الخطر بشأن تزايد معدلات زيادة الوزن والسمنة بين الأطفال في كل قارة منذ عام 1990، وفي حين سجلت الولايات المتحدة أعلى معدلات انتشار للسمنة، فإن دولاً أخرى في جنوب أوروبا، مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا، يعاني 15% من أطفالها داء السمنة، وفي حين أن المعدلات بدول أوروبا الشرقية أقل إلى حد ما، ولكنها تشهد زيادة سريعة قد تضاهي قريباً المعدلات بجنوب القارة، وعلى مستوى العالم، تضم آسيا ما يقرب من نصف جميع الأطفال الذين يعانون زيادة الوزن تحت سن الخامسة، وتضم إفريقيا ربعهم، وفي أمريكا اللاتينية، يعاني نحو 20% من السكان دون سن العشرين زيادة الوزن. وتواجه العديد من البلدان النامية التحدي المزدوج المتمثل في زيادة الوزن، أو السمنة، وسوء التغذية لدى أطفالها.

والعواقب الوخيمة لهذا الوباء واضحة بالفعل: ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال، ومرض السكري من النوع الثاني، وغير ذلك، وهو ما دفع باحثين من كلية شميدت للطب بجامعة فلوريدا أتلانتيك وزملاءهم إلى التحذير من العواقب في دراسة نُشرت في مجلة «صحة الأم والطفل».
ووصلت زيادة الوزن والسمنة لدى الأطفال إلى مستويات وبائية في الولايات المتحدة وأصبحت وباءً عالمياً، وتؤدي هذه الحالات إلى ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع 2 واضطرابات الدهون، والتي تسهم في الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي.
وقال تشارلز إتش هينيكينز، من الجامعة: «في البالغين، تزيد هذه المشكلات بشكل كبير من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية وأمراض الكبد وانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم والتهاب المفاصل وبعض أنواع السرطان والتي يحدث الكثير منها الآن في أعمار أصغر».
وأضاف: «من خلال الجهود السريرية والصحية العامة المنسقة، يمكن معالجة هذه الاتجاهات المزعجة والعمل نحو مستقبل أكثر صحة للأطفال والأسر على مستوى العالم».
وعرض الباحثون الأسباب الرئيسية لهذا الوباء بما في ذلك ارتفاع مؤشر كتلة الجسم، ما يزيد من مخاطر العديد من المشاكل الصحية الخطيرة.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد النشاط البدني اليومي بين الأطفال، وهو أمر بالغ الأهمية، لزيادة معدلات التمثيل الغذائي، وخفض مؤشر كتلة الجسم، والحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية في المستقبل.
مع تراجع التربية البدنية في المدارس والوقت المفرط الذي يقضيه الأطفال على الأجهزة الإلكترونية، يفشل العديد منهم في تلبية إرشادات النشاط الموصى بها، ويسهم هذا السلوك المستقر في زيادة الوزن والسمنة من خلال سوء التغذية وقلة النوم وانخفاض النشاط البدني، كما قالت الدكتورة باناجيوتا كيتسانتاس، الباحثة المشاركة والأستاذة ورئيسة قسم صحة السكان والطب الاجتماعي في كلية شميدت للطب في جامعة فلوريدا أتلانتيك.
وأكدت أن تشجيع الأنشطة المنظمة والممتعة، بدلاً من التنافسية، يساعد الأطفال على تحقيق مستويات النشاط البدني اللازمة.https://www.alkhaleej.ae/