الكولسترول»..العادات الغذائية وأنماط الحياة تحدد المستوى المثالي 17-07-2021


يشكل الكولسترول مكوّناً أساسياً للخلايا والأنسجة في جسم الإنسان، ويعد أحد العناصر الداخلة في تكوين العديد من الهرمونات الضرورية والمواد المهمة الأخرى، ويتم تقييم المستوى الطبيعي عند الأشخاص ما بين 2.6 إلى 3.3 مليمول/لتر، (100 إلى 129 مليغرام/ديسيلتر)، وكل ما يتجاوز هذه النسبة يعتبر أعلى من الحد المثالي، ويمكن أن يتسبب بترسبات دهنية داخل جدران الأوعية الدموية والشرايين، ما يعوق تدفق الدم في الشرايين، وفي هذا التحقيق يتحدث الخبراء والاختصاصيون عن النوعين المفيد والضار ومدى تأثيرهما في الصحة العامة للأشخاص.

يقول الدكتور أشرف حسين استشاري أمراض القلب، إن الكولسترول يدخل إلى مجرى الدم عن طريق إنتاجه في الكبد، أو امتصاصه من خلال الأطعمة، حيث يقوم الجسم بتعبئة المادة الدهنية في عبوات بروتينية، وتشكل ما يسمى بالبروتينات الدهنية، التي تنقل بدورها الكولسترول إلى خلايا الجسم عبر الأوعية الدموية، ويجب التمييز بين النوعين المفيد والضار، وهما كالآتي:يساعد البروتين الدهني عالي الكثافة في التقاط الكولسترول الزائد ضمن مجرى الدم، ونقله إلى الكبد الذي يعمل على تكسيره والتخلص منه، كما يساهم هذا البروتين في امتصاص المادة الدهنية الملتصقة بجدران الأوعية الدموية، ومنع الإصابة بتصلب الشرايين.

* ارتفاع مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة يمكن أن يؤدي إلى ترسبه في الدم، لأن كميته تتجاوز قدرة الخلايا على الامتصاص، وبالتالي يتعرض المصاب إلى تضيق مسارات الأوعية الدموية، وحدوث الانسداد والجلطات القلبية والدماغية في بعض الأحيان، ولذلك يجب أن تكون نسبته في الدم منخفضة قدر الإمكان.

أسباب وأعراض

يذكر د.أشرف أن ارتفاع نسبة الكولسترول الضار في الدم لا يسبب أعراضاً واضحة في البداية، ولكن مع زيادة النسبة يمكن أن يشعر المريض بآلام شديدة في الصدر، والإحساس بالإعياء والتعب الشديد والغثيان، وضيق التنفس، وتتضمن عوامل الخطورة ومسببات الإصابة بارتفاع نسبة النوع الضار في الدم، انخفاض النشاط البدني، والبدانة، والتغذية غير المتوازنة، وأنماط الحياة غير الصحية، كما يسبب التدخين تلفاً لجدران الأوعية الدموية، ويجعلها أكثر عرضة لتجمع الرواسب الدهنية، إضافة إلى العوامل الوراثية والأمراض المزمنة، كارتفاع ضغط الدم وداء السكري، كما تشمل مضاعفات ارتفاع مستوى الكولسترول الضار تصلب الشرايين وانسدادها، والإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية.

فحوص واختبارات

يوضح د.أشرف أن تشخيص نسبة الكولسترول يتم من خلال أخذ عينة الدم لتحديد مستوى الوحدات الفرعية (المفيد والضار والدهون الثلاثية)، ويجب أن يسبق هذه الفحص صيام لمدة تتراوح بين 8 – 10 ساعات، والمتابعة بالاختبارات المنتظمة، حيث إن مدرجات المخاطر هي مقاييس لخطر الإصابة بنوبة قلبية لمدة 10 سنوات، بناء على ثمانية معايير، وهي: العمر، وقيمة الدهون عالية الكثافة، أو الدهون منخفضة الكثافة، أو الدهون الثلاثية (المحايدة)، وضغط الدم الانقباضي، والتدخين، وداء السكري، والنوبات القلبية عند أفراد العائلة الواحدة.

فئة مستهدفة

يوضح الدكتور أيسم مطر أخصائي الأمراض الباطنية أن زيادة مستوى الكولسترول يستهدف الشباب بداية من عمر 21 سنة، نتيجة العديد من العوامل الوراثية أو البيئية كالسمنة المفرطة، وتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون الضارة، أو الإفراط في تناول الكحوليات، ويزيد خطر الإصابة لدى المرضى الذين يعانون من داء السكرى، قصور الغدة الدرقية، مشكلات القلب والشرايين، متلازمة كوشينج، أو تناول بعض الأدوية كمدرّات البول، وحاصرات بيتا، وغيرها، وتُظهر الإحصاءات الحديثة أن أكثر من 40% من المصابين بفرط كولسترول الدم الذين تتم معالجتهم في منطقة الخليج، لم يصلوا إلى المستوى المستهدف من نسبة الدهون منخفضة الكثافة.

خيارات علاجية

يشير د.أيسم إلى أن النظام الغذائي يعتبر من الخطوات الهامة في العلاج والسيطرة على هذه المشكلة، خاصة أن نحو 50% من الكولسترول يتم امتصاصه في الأمعاء، وتجدر الإشارة إلى أن كفاءة الامتصاص تختلف من شخص لآخر.

وكذلك تأثير المكونات الغذائية مثل محتوى الألياف، كما أن تقليل تناول الدهون بشكل عام، والمشبعة خاصة، يساهم في خفض مستويات كولسترول الدم.

ويوصي خبراء الرابطة الوطنية الأمريكية للدهون بالحد من المتناول من الإجمالي الذي يصل إلى 25-35% من مجمل الطاقة، وأن تشكل الدهون المشبعة ما لا يزيد على 7%، وإدراج 10- 20 جراماً يومياً من الألياف القابلة للذوبان لتقلل من امتصاص الكولسترول الغذائي.

ويضيف: يحتاج بعض المرضى في حال عدم فعالية النظام الغذائي، إلى أدوية علاجية خافضة للدهون، لتخفض إنتاج وامتصاص الكولسترول الإجمالي بنحو 50 %، وتعتبر فعالة في تحسين جودة الحياة، وتقليل احتمالية الإصابة بأمراض القلب والشرايين، والجلطات المميتة بنسبة تصل إلى 35%، وينصح بالمتابعة الروتينية أثناء العلاج.

عادات خاطئة

تشير أخصائية التغذية نبال غندور إلى أن هناك العديد من العادات الغذائية الخاطئة التي يمكن أن تساهم في ارتفاع نسبة الكولسترول الضار في الجسم، ومنها على سبيل المثال:

الأطعمة التي تحتوي على الزيوت المهدرجة، كالبسكويت الحلو والمالح، والمخبوزات كالمعجنات والكيك والمقرمشات، والوجبات الغنية بالدهون المشبعة كالسمنة والزبدة والكريمة، والشحوم الموجودة في اللحوم الحمراء، وجلد الدواجن، ومنتجات الحليب كاملة الدسم والأجبان والمقالي والوجبات السريعة وبعض الحلويات.

وتجدر الإشارة إلى أن الأبحاث والدراسات الحديثة أثبتت أن الكولسترول الغذائي الموجود في صفار البيض ولحوم الأحشاء مثل: الكبد والنخاغ والقوانص، والأسماك الصدفية والرخوية مثل الروبيان والكركند، لا تؤثر بشكل كبير في نسبة الدهون في الدم إلا في حالات الاستعداد الوراثي، وفي حال وجود مرض السكرى ومضاعفاته.

نصائح غذائية

تؤكد نبال على أن النظام الغذائي الصحي يجب أن يكون منخفض الدهون، وينصح بتناول وجبات منتظمة وموزعة على مدار ساعات اليوم بالسعرات الحرارية المناسبة للعمر والنشاط الرياضي مع مراعاة التالي:-

* الحرص على تناول الكميات الكافية من الخضار والفواكه الطازجة والغنية بالألياف الغذائية، واختيار النشويات المحضرة بدقيق القمح الكامل لاحتوائها على الألياف المفيدة، وتجنب والأطعمة المقلية، والحلويات الغنية بالدهون المشبعة، قدر الإمكان، وكذلك المخبوزات كالمعجنات والكرواسان والكيك.

* تناول اللحوم الحمراء مرتين في الأسبوع والتقليل من لحم الغنم، ونزع الجلد من الدواجن، أما الأسماك فهي من المأكولات المفيدة نظراً لاحتوائها على الزيوت غير المشبعة، وينصع بتناولها ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل.

* تناول البقوليات مرتين في الأسبوع كالعدس، الفول، الحمص، الفاصوليا، اللوبياء المطبوخة، لأنها تحتوي على الألياف الغذائية الذائبة التي تساهم بشكل فعال في تخفيض نسبة الكولسترول في الدم.

دهون صحية

تنقسم الدهون إلى ضارة لصحة الجسم كالأنواع الصناعية أو المتحولة الموجودة في المخبوزات والفطائر والأطعمة المقلية والوجبات السريعة، أما الصحية المفيدة فهي الدهون غير المشبعة التي توجد في بعض العناصر والمأكولات، والتي يمكن أن ترفع نسبة الكولسترول الجيد، ويتم تصنيفها إلى نوعين كالآتي:-

* الدهون العديدة غير المشبعة مثل الزيوت النباتية (الذرة، عباد الشمس، المكسرات والبذور)، وزيوت الأسماك.

* الدهون الأحادية غير المشبعة كزيت الزيتون، زتت الكانولا، زيت الفول السوداني، زيت السمسم، الأفوكادو، وبعض أنواع المكسرات، وأشارت بعض الدراسات إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة يحسن من مستويات الكولسترول في الدم، وتساهم في التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وداء السكري من النوع الثاني