في بعض الأحيان، قد يبدو لك بأن هناك قائمة طويلة من الأمور التي يجب عليك الالتزام بها للحفاظ على صحتك. وغالباً ما يشعر الكثير من مصابي الأمراض المزمنة (خصوصاً مرضى السكري) بالحيرة في طرق الحفاظ على صحتهم، وضرورة متابعة معدل السكري التراكمي ضمن الحد الطبيعي لتجنّب أي مضاعفات في المستقبل.

في هذه المقالة سنسلط الضوء على مرض السكري، وفحص السكر التراكمي (HbA1c)، وكيف يمكنك إجراء فحص السكر التراكمي في المنزل دون الذهاب إلى المختبرات بشكل دوري!

لنتعرف أولاً ما هو مرض السكري؟

بحسب موقع منظمة الصحة العالمية، يعرف السكري بأنه: "داء مزمن يؤثر في طريقة استقبال خلايا الجسم للجلوكوز أو كمية الأنسولين التي يفرزها البنكرياس، مما يؤدي إلى حدوث ارتفاع أو انخفاض غير طبيعي في مستوى السكر بالدم".

بمعنى آخر، عندما لا يتمكن الجسم من صنع الأنسولين أو استخدامه بشكل صحيح، فسوف يصاب الشخص "بارتفاع السكر في الدم"، مما يعني ارتفاع مستوى جلوكوز الدم.

اضطراب معدل السكر الطبيعي في الدم سواء بالانخفاض أو الارتفاع يؤثر على أداء الجسم وأعضاءه الأخرى، ومن المهم جداً متابعة سكر الدم وضبطه ضمن الحد الطبيعي.

مصاب سكري من كل ٦ أشخاص في المملكة!

وفي المملكة العربية السعودية، فقد أشارت منظمة الصحة العالمية بأن هناك ما يقارب ٦ ملايين سعودي مصاب بمرض السكري، وأن معدل انتشار المرض في المملكة حالياً بلغ ٢٧.٣% - أي مصاب واحد لكل ستة أشخاص. 

وبذلك تحتل المملكة المركز السابع عالمياً من حيث عدد المصابين بمرض السكري، بحسب الإحصاءات الأخيرة، وأرجعت أسباب ذلك إلى نمط الحياة غير الصحي.‍

ما هي أنواع مرض السكري؟

هناك  ثلاث أنواع من مرض السكري تتشابه في العديد من الأعراض والخصائص، ولكن هناك العديد من الفروقات بينهم:

١- سكري الحمل:

وفقًا لوزارة الصحة السعودية، فإن سكري الحمل هو نوع من مرض السكري يتطور أثناء الحمل ويرتبط بصعوبات لكل من الأم والطفل. عادة ما يختفي سكري الحمل بعد الولادة، على الرغم من أنه يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لدى الأم والطفل في المستقبل.

٢- السكري من النوع الأول:

يصاب الشخص بالسكري من النوع الأول نتيجة نقص إفراز الأنسولين أو عدم إفرازه نهائياً، مما يجعل المريض بحاجة إلى أنسولين من مصدر خارجي مدى الحياة. وعلى الرغم من أن السكري من النوع الأول يظهر عادة في الطفولة أو المراهقة، لكن يمكن أن يصيب البالغين أيضاً.

٣- السكري من النوع الثاني:

في هذا النوع تبدأ خلايا الجسم بمقاومة الإنسولين، وفي نفس الوقت يبدأ البنكرياس بصنع كميات أقل من الأنسولين، مما يؤدي إلى عدم حرق السكر في الدم بالشكل الطبيعي. مما يعني عدم دخول السكر إلى داخل الخلايا لتستفيد منها، بل يبقى السكر في الدم وترتفع نسبته تدريجياً.

وفي هذا الجدول أبرز الفروقات بين مرض السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني:

كيف تتم متابعة معدل السكر في الدم لمريض السكري؟

هناك العديد من الفحوصات المخبرية التي تساعد المريض والطبيب في تشخيص الحالة ومعرفة العلاج المناسب، وأهمها:

١- تحليل السكر الصائم:

يتم في هذا التحليل قياس معدل السكر في الدم بعد الامتناع عن الأكل (الصيام) لأكثر من ٨ ساعات، وغالباً في الصباح قبل تناول وجبة الإفطار.

٢- اختبار تحمل الجلوكوز:

يتم في هذا التحليل قياس السكر في الدم قبل وبعد ساعتين من شرب محلول سكري معين.

٣- فحص السكري التراكمي:

يعمل فحص السكر التراكمي على حساب مستوى السكر في الدم في آخر شهرين أو ثلاثة أشهر، ويتميز هذا التحليل بأنه لا يشترط الصيام ولا تناول أي شيء قبله، ويستخدم لتشخيص الحالات الجديدة ومتابعة الحالات المزمنة أيضاً.

فحص السكري التراكمي يعد من أهم الفحوصات التي تساعد في معرفة ومتابعة معدل سكر الدم لمعرفة ما إذا كانت خطة علاج مريض السكري تسير بشكل الصحيح.

ما هو تحليل السكر التراكمي؟

تحليل السكر التراكمي (HbA1c) - أو الهيموجلوبين السكري - هو فحص يعمل على قراءة النسبة المئوية للدم المرتبط بجزيئات الجلوكوز. ويقيس هذا الفحص كمية السكر في الدم (الجلوكوز) المرتبط بالهيموجلوبين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وذلك لأن المدة التي تعيشها خلايا الدم الحمراء هو ثلاثة شهور.

لماذا يتم إجراء تحليل السكري التراكمي؟

يتم إجراء فحص السكر التراكمي بطلب من الطبيب لتشخيص الإصابة بمرض السكري، وكذلك لمراقبة مستويات السكر لدى الأشخاص الذين ترتفع لديهم احتمالية الإصابة بالسكري، ويكون حينئذ الفحص متكرراً بانتظام بين ثلاثة إلى ستة أشهر بناءً على الوضع الصحي للشخص.

الجدير بالذكر أن ارتفاع مستوى السكر في الدم يمكن أن يسبب ضرراً للأوعية الدموية، الأمر الذي ينعكس سلباً على صحة الإنسان ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل إعتلال شبكية العين أو تضرر الكلى والأعصاب ومشاكل القلب والسكتات الدماغية.

ما هي قراءات فحص السكر التراكمي؟

إن معرفة معدل السكر التراكمي من شأنه أن يساعد كل من الطبيب والمريض في خفضه في حال كان مرتفعاً وبالتالي الحماية من الإصابة بالعديد من المضاعفات المرتبطة به. ومن المهم أن يعرف المريض النتيجة والقراءات حتى يتمكن من فهمها والقيام بالإجراءات العلاجية التي تساعده في الحفاظ على معدل السكر ضمن الحد الطبيعي.

ويوضح الجدول التالي معدلات تحليل السكر التراكمي وتفسير ذلك لمرضى السكري

www.taibsa.com