التوقيت المثالي للوجبات والنوم في رمضان».. نصائح لتحسين الصحة والتمثيل الغذائي 23-03-2024

هذه بعض النصائح العملية المبنية على براهين علمية للحصول على فوائد الصوم الصحية خلال شهر رمضان، وهو موضوع أعمل عليه بحثيا منذ عام 1418.

تشير الكثير من الأدلة الحالية إلى أن وقت تناول الطعام يؤثر على إيقاع الساعة البيولوجية، والتمثيل الغذائي (الأيض)، ووزن الجسم.

يحتوي الجسم على ساعة بيولوجية مركزية في قاع الدماغ، وساعات بيولوجية طرفية في كل عضو وخلية من الجسم.

‏يجب إعادة ضبط ساعات الجسم بشكل منتظم ومزامنتها مع بعضها البعض لتحقيق وظائف الجسم الطبيعية.

كما يجب أن تتزامن ساعة الجسم من التوقيت الخارجي المحيط، فتكون ساعة الجسم على وقت الصباح عندما يكون التوقيت الخارجي صباحا.

يقوم الضوء الخارجي بإعادة ضبط الساعة البيولوجية المركزية كل يوم، في حين تضبط الساعات الطرفية بعوامل أخرى من أهمها توقيت وجبة الطعام.

لذلك يؤدي تناول الطعام في الوقت غير المناسب من اليوم إلى اختلال التزامن بين الساعات البيولوجية الطرفية في أعضاء الجسم والساعة المركزية، مما يسبب اختلال عملهم ويزيد من خطر أمراض الأيض والقلب والجهاز الدوري، وتشمل السكري، والسمنة، وارتفاع الدهون ومقاومة الجسم للأنسولين، ركزت الكثير من الأبحاث على «ماذا نأكل» أو «كم يجب أن نأكل» لتقليل عبء السمنة، ولكن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن «متى نأكل» هو أمر أساسي لعملية التمثيل الغذائي البشري.

بينت الدراسات على حيوانات التجارب وعلى الإنسان أن الأكل في الوقت الذي يفترض فيه النوم يسبب السمنة وأمراض الأيض والقلب، وهذا الوقت للإنسان هو وقت الليل.

السؤال، إذن، هل يسبب الأكل في الليل خلال شهر رمضان السمنة، ويزيد خطر أمراض الأيض والقلب؟

وهذا يقودنا لبحث متى يبدأ ومتى ينتهي يوم الساعات البيولوجية في الكائنات الحية؟

تشير الأبحاث إلى أن كل الكائنات الحية بما فيها أحادية الخلية، يبدأ يومها في الفجر وينتهي مع غروب الشمس، لذلك وجب أن يتزامن ذلك مع تناول الوجبات لكي نضمن تزامن الساعة البيولوجية المركزية مع الساعات البيولوجية الطرفية في الأعضاء والحصول على تمثيل غذائي وصحة أفضل.

ويشمل هذا الإنسان، حيث تبين أن التغيرات الأيضية والهرمونية الكبيرة في البشر تعمل وتتوقف عند الفجر والغروب، وتلعب دورًا حاسمًا في وظائف الجينات وعملية التمثيل الغذائي، هذا يعني وجوب الحصول في رمضان على وجبة إفطار جيدة وقت الغروب، ووجبة سحور جيدة مباشرة قبل الفجر، وتجنب بقدر الإمكان الأكل بين هاتين الوجبتين (فيما عدا وجبة خفيفة لو احتاج المرء) لتجنب الآثار السيئة لكثرة الأكل الليلي غير المناسب لفيزيولوجية جسم الإنسان

يمكن أن يعمل تناول الوجبات قبل الفجر وبعد الغروب كمعيار قوي للساعات الطرفية ومزامنتها مع الساعة المركزية، وهذا يحسن وظائف الجينات والهرمونات وينتج عنه فوائد الصوم الكثيرة على كل أعضاء الجسم.

تحويل وقت الليل إلى بوفيه مفتوح طوال شهر رمضان يمكن أن يؤدي إلى اختلال التزامن بين الساعة البيولوجية المركزية والساعات الطرفية وينتج عنه ضعف التمثيل الغذائي ومضاعفاته مثل، اختلال تعامل الجسم مع الجلوكوز، ضعف وظيفة البنكرياس، مقاومة الجسم للأنسولين، والسمنة، ارتفاع ضغط الدم.

بالإضافة إلى ما سبق وللحصول على فوائد الصوم الصحية العديدة، يوصى بالحصول على 4 - 6 ساعات نوم ليلا خلال شهر رمضان.

وقد أوصت هيئة الصحة العامة السعودية بالتالي:

  • ‏للحصول على صحة أفضل خلال شهر رمضان، يقترح الحصول على قسط كاف من النوم ليلا (4 - 6 ساعات)، واستكمال نقص ساعات النوم الليلي بالنوم خلال النهار من ساعة ونصف إلى ساعتين.

  • ‏ولتجنب اضطراب الإيقاع اليومي (الساعة البيولوجية) والنوم، يوصى أيضًا بقصر تناول الطعام على وجبتين رئيسيتين في الليل (بالإضافة إلى وجبة خفيفة إذا لزم الأمر)؛ أحدهما حول الغروب والآخر قبل الفجر (السحور) (توصية مشروطة)https://www.alriyadh.com/