سرطان القولون.. خطر تحت الـ 50 11-03-2024

تتزايد معدلات الإصابة بسرطان القولون، الذي أصبح السبب الرئيسي لوفيات السرطان بين الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً وثاني أكثر الأسباب فتكاً بالسرطان.

وأصدرت جمعية السرطان الأمريكية هذه الإحصائيات في تقريرها لعام 2024، مما دفع العديد من الخبراء إلى المطالبة بإجراء فحص أفضل للمرضى الأصغر سناً.

وقالت د. فولاساد ماي، الباحثة في مجال الوقاية من السرطان وأخصائية أمراض الجهاز الهضمي في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: «إن الأرقام مثيرة للقلق»،

وأشارت إلى، «أنه منذ عام 1995، كانت هناك زيادة بنسبة 45% في تشخيص سرطان القولون والمستقيم لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً، وكان الارتفاع في عدد الحالات مثيراً للغاية، لدرجة أنه في عام 2022، خفضت فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية الأمريكية ذات النفوذ، السن الموصى به لإجراء الفحص الأول من 50 إلى 45 عاماً، مؤكدة أنه حتى هذه الخطوة قد لا يكون لها تأثير كافٍ».

سبب ارتفاع الحالات بين الشباب

وفقاً لفولاساد ماي، لا تزال هيئة الصحة غير متأكدة من السبب الذي يجعل الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

لكن من الواضح أن نمط الحياة والعوامل البيئية مثل المواد الكيميائية الموجودة في الأطعمة والهواء تلعب دوراً، وأظهرت الدراسات أيضاً أن السمنة، والتبغ، والنشاط البدني، وحتى العوامل في وقت مبكر من الحياة مثل، الرضاعة طبيعية أو تناول المضادات الحيوية في الطفولة، تتنبأ بفرص الإصابة بالسرطان.

ومن الممكن أن تساعد الجهود المبذولة للسيطرة على بعض عوامل نمط الحياة، مثل الوزن الزائد، وتناول الكحول، والتدخين، وممارسة الرياضة في تقليل المخاطر التي يتعرض لها الأشخاص.

العرق يلعب دوراً

إلى جانب الارتفاع في أعداد الحالات بين الشباب، يواجه الأمريكيون «بلد الدراسة»، وأبرزهم الأمريكيون الأصليون، ومن من أصل إفريقي مخاطر أكبر للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

والأمريكيون من أصل إفريقي، على سبيل المثال، أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 20%، وأكثر عرضة للوفاة بسببه بنسبة 40% مقارنة بمعظم المجموعات الأخرى.

وأشارت الدراسة إلى، أن الأسباب الكامنة وراء هذا الاتجاه ليست واضحة، ولكن من الناحية التاريخية، كان لدى الأقليات معدلات أعلى من عدم التأمين وإمكانية وصول أقل إلى الرعاية الوقائية والفحص والعلاج، وهذا قد يعني اكتشاف السرطان لدى المرضى السود في وقت لاحق، عندما تكون العلاجات أقل فعالية.

ولدى الأمريكيين من أصل إسباني معدلات أقل للإصابة بسرطان القولون مقارنة بالبيض، لكن ماي أشارت إلى، أن الأشخاص من أصل إسباني لديهم ارتفاع في معدلات الإصابة بالأمراض التي تصيب الشباب، ومعدلات الفحص الأدنى.

وأضافت، «بين الأمريكيين الآسيويين، فإن معدلات الفحص أقل أيضاً بنسبة 10% إلى 20% منها بين الأمريكيين البيض».

انتبه للأعراض

يجب عدم تجاهل أعراض سرطان القولون والمستقيم، حيث وجدت الدراسة أن الكثير من المرضى الأصغر سناً الذين يموتون بسبب سرطان القولون والمستقيم، كانت لديهم أعراض لمدة عام أو عامين قبل أن يحددوا موعداً فحص، وبحلول الوقت الذي يخضعون فيه لتنظير القولون، يكون السرطان لديهم في مرحلة متقدمة والأخيرة وهي رقم 4 والبقاء على قيد الحياة في هذه المرحلة منخفض جداً.

والعلامات الرئيسية لسرطان القولون والمستقيم هي وجود دم أحمر أو أسود في البراز، أو فقدان الوزن دون محاولة، أو تغير في عادات الأمعاء يستمر لأكثر من بضعة أيام.

وتؤكد الدراسات إمكانية منع أكثر من نصف وفيات سرطان القولون والمستقيم عن طريق الكشف المبكر ومواصلة إجرائه بانتظام طوال حياتهم.

الفحص ضروري

هناك طريقة مؤكدة لتقليل احتمالات أن تصبح ضحية شابة لسرطان القولون والمستقيم، يجب اتباع إرشادات الفحص الموصى بها.

يمكن أن يتضمن فحص سرطان القولون اختبارات تعتمد على عينات البراز، أو التنظير السيني أو تنظير القولون.

ويعتبر الفحص مهم بشكل خاص إذا كان الشخص يحمل جينات معينة تجعله عرضة للإصابة بسرطان القولون، ويجب على الجميع معرفة ما إذا كان لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أم لا.www.alkhaleej.ae