ترويض الوجبات والنهم.. صحة آمنة في رمضان 11-03-2024

تعمر الموائد في رمضان بكل ما لذ وطاب من أنواع الأطعمة والمأكولات المختلفة، والمتعددة، والعصائر، وأصناف الحلويات المتنوعة، خلال فترة قصيرة بين الإفطار والسحور، ما يؤدي إلى العديد من التأثيرات السلبية والمشكلات الصحية التي تؤثر في الأشخاص بمختلف أعمارهم، وفي السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على أهمية اتباع العادات الصحية التي تساعد على اجتياز الشهر الكريم بصيام ووجبات صحية آمنة تفيد الجسم وتتفادى أضرار الشره، والنهم المتزايد.

1

يقول د.خالد دعبوس، أخصائي الطب الباطني: «يجب تناول طعام صحي ومتوازن أثناء وجبة الإفطار، وتجنب العادات الخاطئة التي يمكن أن تتسبب بحدوث مخاطر صحية يمكن أن يعانيها الصائمون، والتي تتمثل في: تناول الطعام بسرعة، ما ينجم عنه عسر الهضم، والانتفاخ، والغازات، والارتجاع الحامضي، أو الوجبات التي تحتوي على الكثير من الملح، أو الكافيين، أو السكريات، أو الأطعمة المقلية، والدهون الضارة، التي تؤدي إلى الجفاف وارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن».

ويشير د.دعبوس إلى أن أفضل الطرق لتجنب مشكلات المعدة بعد الصيام الساعات طويلة هو البدء بالماء والتمر، وأخذ استراحة نحو ربع ساعة يمكن خلالها القيام لصلاة المغرب، ثم تناول وجبة معتدلة وببطء والتوقف عند الشبع، حتى يكون الجهاز الهضمي تهيأ لاستقبال الطعام، ويجب أن يحتوي الإفطار على المواد الغذائية الأساسية، الصحية والمتوازنة، مثل: السوائل مثل الماء والحليب والعصير، لتجنب الجفاف والإمساك، والكربوهيدرات كالأرز والمعكرونة والخبز والبطاطس، والبوتاسيوم كالتمر والموز والأفوكادو والزبادي، والفواكه والخضاروات، كالخيار والخس والبطيخ، والبرتقال، ما يساعد على ترطيب الجسم، وتوفر الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، وتشمل مصادر البروتين الدجاج والأسماك واللحوم الخالية من الدهون والبيض والجبن والبقوليات، حيث تدعم نمو العضلات وإصلاحها، وتوفر الأحماض الأمينية الأساسية، والمكسرات النيئة، مثل اللوز والجوز والفستق، فهي توفر الدهون الصحية والبروتين والألياف، وتساعد على التحكم في الجوع ومستويات السكر في الدم.

أهمية الماء

يؤكد د.رجب متولي، أخصائي طب الأسرة، أن الماء من أهم العناصر اللازمة لدعم صحة الجسم في مضان، لتعويض ما يفقده خلال ساعات النهار عن طريق التبول، والتعرق، والتنفس، ما يسبب الشعور بالتعب والصداع، وعدم التركيز، والجفاف أحياناً، بخاصة لدى كبار السن، وذوي الأمراض المزمنة.

ويضيف: يبدأ شرب الماء والحساء والعصائر الطبيعية بداية من وجبة الإفطار، إلى وقت السحور، لتجنب الأضرار الصحية والمضاعفات الناتجة عن الجفاف المحتمل، والاحتفاظ بتلك الكميات بالجسم، عن طريق تناول الكمية المطلوبة، والتي تراوح بين 12 إلى 14 كوباً من الماء، مع الحرص على زيادة تناول الخضراوات والفواكه، والتقليل من الأطعمة المالحة، أو الحارة، والسّكريات، وخفض معدل المشروبات الغازية والمنبهات التي تحتوي على مادة الكفايين، وتجنب التدخين، والحد من التعرض المباشر لأشعة الشمس، ومن ممارسة النشاط البدني العنيف أثناء الصيام.

ويشير د.متولي إلى أن تناول المعدل الكافي من الماء يلعب دوراً حيوياً في ترطيب الجسم، والحفاظ على وظائف الجسم بشكل صحيح، ومنع الجفاف وبالتالي الوقاية من الإصابة بالصداع، والإرهاق، والدوار، وفقدان التركيز، كما يساهم في تحسين الأداء البدني والعقلي، والقدرة على تعزيز الإنتاجية خلال فترة الصوم، وأثناء أداء الأنشطة اليومية، كما يعمل الماء الكافي على تنشيط عمليات الهضم والتمثيل الغذائي، ما يسهم في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي ومنع المشاكل الهضمية المزمنة، ويعتبر الخيار والبطيخ والبرتقال من أهم الخضروات والفواكه التي تزيد من استهلاك السوائل بشكل طبيعي.

اضطرابات النوم

تؤكد د. رانيا زين الدين،أخصائي الجهاز التنفسي، أن جدول النوم المنتظم يمكن أن يتعطل نتيجة بسبب التجمعات والسهرات الرمضانية التي تستمر حتى وقت متأخر من الليل، كما تتغير عادات النوم والطعام خاصة في الأسبوع الأول، ما يؤثر سلباً في الصحة العامة، ويؤدي إلى الأرق والصداع وتقلب المزاج، ويتسبب باضطرابات القدرات العقلية وإيقاع الساعة البيولوجية، والاستسلام للرغبة الشديدة في تناول الوجبات السريعة، الدهنية والسكرية، وزيادة احتمالية زيادة الوزن، ولذلك فإن الحصول على قسط كافٍ من النوم أمر ضروري لكي يستطيع الصائم أداء الأنشطة اليومية والعمل بشكل جيد.

وتنصح د.رانيا عز الدين بالالتزام بفترات فترات النوم الطويلة، والحد من النوم المتقطع، حيث يمكن أخذ قسط من الاسترخاء لمدة 4 ساعات على الأقل ليلاً في الساعة الثانية عشرة، ثم الاستيقاظ للسحور، والنوم مرة أخرى لبضع ساعات حتى الصباح، والتخطيط لروتين معدل لشهر رمضان، والنوم والاستيقاظ في الوقت نفسه تقريباً.

وتتابع: يمكن للقيلولة القصيرة لمدة 20 دقيقة في فترة ما بعد الظهر أن تنعش مستويات الطاقة والتركيز، مع الحرص على عدم الإفراط في النوم حتى لا يتسبب بالأرق وعدم النعاس ليلاً، كما يجب الانتباه لتجنب تناول الأطعمة الثقيلة، أو الدهنية، أو السكرية، عند الإفطار، حيث أن الجسم يحتاج إلى وقت إضافي لهضم هذه المأكولات، كما تتسبب الأطعمة الحارة الغازات وحرقة المعدة، ومن الأفضل عدم شرب الكافيين لعدة ساعات قبل الذهاب للفراش، وتوفير المساحة الهادئة والمظلمة للنوم، وعدم استخدام الأجهزة الإلكترونية والهاتف المحمول.

كبار السن

1

تبين د.ميادة بشير، أخصائية الطب الباطني، أن صوم رمضان يلعب دوراً هاماً في تحسين الصحة الجسدية، كخفض مستوى الكوليسترول والتحكم في نسبة السكر في الدم، إلا ان هناك حاجة إلى الالتزام بالنصائح الطبية لإدارة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، كداء السكري غير المنضبط، واحتشاء عضلة القلب والذبحات الصدرية، والأوعية الدموية، والجهاز الهضمي، والقرحة الهضمية النشطة أو مرض التهاب الأمعاء النشط أو الأورام الخبيثة المعوية المتقدمة، ومرضى الكلى المزمن، مثل المرحلة الثالثة بما في ذلك أولئك الذين يخضعون للغسل الكلوي بانتظام، والكبد، وغيرها من المشكلات الحاد والشائعة التي تتفاقم بسبب الصيام والجفاف تشمل العدوى الحادة والإنتان، لتفادي المضاعفات التي تحمل في طياته خطر تعقيد حالتهم الصحية.

تلفت د.ميادة بشير إلى ضرورة طلب المشورة الطبية لكبار السن قبل بدء شهر رمضان، لتقييم مدى ملاءمة الصيام لهؤلاء الأشخاص، وتجنب التعرض للطقس الحار، والجفاف عن طريق شرب كمية كبيرة من السوائل أثناء الإفطار والسحور، والحصول على قدر جيد من الراحة والنوم، ضبط مواعيد الدواء خلال ساعات الإفطار لضمان الامتثال الجيد للعلاج، وتناول الطعام الصحي، وتجنب الإفراط في تناول السكر والقهوة والشاي، ومراقبة الحالة الصحية بشكل مستمر، خاصة أعراض وعلامات نقص السكر في الدم وإجراء الفحص الطبي الدوري.www.alkhaleej.ae