توجد الغدة النكافية في ثلاث مجموعات على جانبي الوجه وأمام وأسفل صيوان الأذن، وهي أكبر الغدد المسئولة عن إنتاج اللعاب في الجسم، الذي يساعد على المضغ والبلع والهضم والصوت، كما يحتوي على الشوارد والإنزيمات الهضمية، ويُعد النكاف من الأمراض المُعدية التي تنتقل بين الأشخاص عن طريق اللعاب والإفرازات الأنفية، وتبادل الأدوات الشخصية، وتؤثر سلباً في إنتاج الغدد، وفي السطور التالية يتحدث الخبراء والمختصون عن هذا الموضوع تفصيلاً.

يقول د. محمد جبر استشاري الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق، إن أعراض الإصابة بالتهاب الغدة النكافية، تشمل؛ الألم أثناء المضغ والبلع والاحمرار في جانب الوجه مكان الغدة، وانتفاخاً شديداً في جانب الوجه أمام الأذنين، الحمى والقشعريرة، صعوبة في فتح الفم والجفاف.

ويشير إلى أن التهاب النكاف مشكلة تستهدف الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 أشهر و16 عاماً، والنساء فوق سن ال40، أو المصابين بداء المناعة الذاتية متلازمة جوغرن، والأشخاص الذين يفتقرون إلى لقاح النكاف أو التطعيم ضد السل، وأولئك الذين يدخنون أو يمضغون التبغ أو يعانون سوء نظافة الفم.

يذكر د. جبر أن الأسباب الأكثر شيوعاً لالتهاب الغدة النكافية هي البكتيريا، وكذلك الفيروسات والفطريات، ومن المرجح أن تحدث العدوى عندما يكون الفم جافاً نتيجة حصوات اللعاب أو التواء أو انسداد في مجرى قناة الغدة، أو عدم شرب كمية كافية من السوائل أو المرض أو الأدوية التي تسبب نقص السوائل مثل مدرات البول أو مضادات الهيستامين (أدوية الحساسية) أو إجراء جراحة كبيرة في الجسم، أو انسداد مجرى اللعاب نتيجة وجود ورم حميد أو خبيث.

ويضيف: هناك العديد من العوامل الأخرى التي تُسهم في زيادة فرص الإصابة بالتهاب الغدة النكافية، وتتمثل في: الجفاف وسوء التغذية ونقص المناعة وحصى اللعاب والأورام الفموية وأنواع من الأدوية التي تؤدي إلى انخفاض إفراز اللعاب.

يوضح د. جبر أن تشخيص الإصابة بالغدة النكافية يتم من خلال الفحص السريري والأعراض، ويتم طلب بعض الاختبارات الدموية والبولية، وتصوير الغدة بالموجات الصوتية، والتصوير الطبقي المحوري، والرنين المغناطيسي.

مضاعفات ومخاطر

يوضح د. شعيب خان، مختص أمراض الأطفال وحديثي الولادة، أن وظيفة الغدة النكافية تتمثل في إفراز اللعاب في الفم، لتسهيل عملية البلع والهضم أثناء تناول الطعام، ما يسهم في منع جفاف الفم، ويقوم اللعاب بحماية الأسنان من تراكم البكتيريا.

ويشير إلى أن الإصابة بالتهاب الغدة النكافية يتسبب في العديد من المضاعفات وأبرزها الألم والتورم في الوجه والخد، كما تعتبر مُعدية إذا قام المصاب بالعطس أو السعال وتطايرت القطرات الصغيرة من سائل الفم، وخاصة في أماكن التجمعات المغلقة، كما يمكن أن تنتقل العدوى من شخص لآخر بدون وجود أعراض ظاهرة.

ويلفت د. خان إلى أن بعض الفتية الصغار يمكن أن يعانوا آلاماً وتورماً في الخصيتين نتيجة الإصابة بالتهاب الغدة النكافية، وعلى الرغم من أنها حالة نادرة الحدوث، فإن أضرارها تكون جسيمة في حال عدم العلاج، كما تتسبب هذه المشكلة لدى البالغين في التهابات بالدماغ (التهاب السحايا) ويرافقها مؤشرات مثل: الغثيان وارتفاع ضغط الدم، وتعد هذه المضاعفات أيضاً من الحالات غير الشائعة.

تداوٍ ولقاح

يوضح د. سعد كامل، مختص طب الأسرة، أن فيروس النكاف من الأمراض شديدة العدوى، ويوجد في إفرازات الجهاز التنفسي قبل ظهور الأعراض بسبعة أيام وبعدها بتسعة أيام، ولذلك يحتاج الأطفال المصابون إلى العزلة المنزلية، وخاصة بعد خمسة أيام على الأقل من ظهور علامات المرض، وأبرزها تورم الخد والوجه، كما يجب توفير علاج داعم للألم والحمى، والحد من تطور المضاعفات.

ويؤكد د. كامل أهمية التطعيم المخصص للوقاية من التهاب الغدة النكافية، وضرورة الالتزام باللقاح الثلاثي للمواليد عند عمر 12 شهراً، والجرعة الثانية عند عمر 18 شهراً، والجرعة الثالثة في سن الخامسة عندما يلتحق الطفل بالمدرسة.

5 إجراءات منزلية للتعافي

يعتمد التعافي من التهاب الغدة النكافية في المقام الأول على الحد من تطور الأعراض، مع التركيز على تناول المسكنات البسيطة المضادة للالتهابات، للتخلص من الشعور بالألم وعدم الراحة، وتُعد المضادات الحيوية ضرورية في حالات الالتهاب البكتيري، مع تجنب الأدوية التي يمكن أن تجفف الفم، وخاصة مضادات الهيستامين (أدوية الحساسية) وأدوية الزكام أو مضادات الاكتئاب، ويُعتبر تثقيف المريض بتطبيق العلاجات المنزلية التي تشمل على:

1- شرب كمية كافية من الماء، والكثير من السوائل لتجنب الجفاف بسبب الحمى.

2- الحصول على الراحة والاسترخاء عند الشعور بالضعف أو التعب.

3- التطبيق الموضعي للكمادات الساخنة أو وضع كمادات الثلج، والتدليك اللطيف من الخلف إلى الأمام للغدة للسيطرة على تورمها.

4- اتباع نظام غذائي لين، مثل الحساء واللبن، وغيرها من الأطعمة سهلة المضغ لتجنب ألم الرقبة.

5- تجنب الأطعمة والمشروبات الحمضية التي يمكن أن تسبب المزيد من الألم في الغدد اللعابية.www.alkhaleej.ae