سيرة البروفيسور الدكتور عبدالله الشميمري استشاري الأمراض الصدرية و العناية المركزة 02-02-2024

إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أكتب صفحات تعريف للدكتور عبد الله الشميمري الذي عرفته منذ انضمامي إلى مستشفى الملك فهد للحرس
الوطني عام 1998. ولدي تفاعل وثيق كاستشاري ونائب رئيس مجلس الإدارة والآن رئيس
قسم العناية المركزة مع الدكتور الشميمري عندما كان رئيس وحدة الرئة في قسم الباطنة
حينها، ثم عرفته عن كثب وأنا على دراية بإنجازاته ومشاركاته الواسعة بعد أن تم
تعيينه رئيساً لقسم العناية المركزة من عام 2000 إلى عام 2006.




فعلى مستوى مدينة الملك عبد العزيز الطبية، كان للدكتور
عبد الله الشميمري تأثيرًا كبيرًا على المنشأة بالمساهمة في تقديم الخدمات
السريرية لقسم العناية المركزة. ولقد كان واحداً من أنصار التغطية الاستشارية
الداخلية على مدار 24 ساعة في اليوم / 7 أيام في الأسبوع. حيث أيّد هذا النوع من التغطية
وطبّقه منذ عام 1995 عندما كان القائم بأعمال رئيس القسم. وأثبتت دراسة من وحدة
العناية المركزة لدينا أن هذا النهج الجديد أدى إلى تحسين نتائج المرضى المصابين
بأمراض خطيرة وخاصة الذين يتم تنويمهم في العناية المركزة خلال عطلات نهاية
الأسبوع وأثناء الليالي. ومن الناحية التنظيمية كان الدكتور الشميمري الداعم القوي
لوجود تغطية نوعية من قسم العناية المركزة للمرضى الذين يحتاجون إلى دعم العناية
المركزة والرعاية المكثفة في عنابر التنويم الأخرى من المستشفى. وقد انعكس هذا
النهج بشكل إيجابي مرة أخرى على نتائج المرضى. بالإضافة أنه كان مؤيدًا قويًا
للتعاون متعدد التخصصات داخل الإدارات وبين الإدارات مما يؤدي إلى تفاعل أفضل بين
أعضاء الفريق الطبي والتمريضي والعلاج التنفسي أيضًا وتفاعل أفضل مع الخدمات
الأخرى. وقد انعكس ذلك بشكل إيجابي للغاية على مستوى جودة الرعاية 
وعززّت صورة وسمعة القسم على مستوى الدولة.




كما شارك الدكتور الشميمري بشكل مباشر في القضايا المتعلقة
بنتائج وحدة العناية المركزة واستخدام الموارد. 
ولقياس جودة الرعاية، أيد وجود قاعدة بيانات شاملة لوحدة
العناية المركزة في مدينة الملك عبد العزيز الطبية، بالشؤون الصحية بوزارة الحرس
الوطني، وتم تعميم قاعدة بيانات موحدة للعناية المركزة بتسجيل جميع وحدات العناية
المركزة في الدولة حتى أصبحت أكبر قاعدة بيانات لوحدة العناية المركزة وربما
الوحيدة في الشرق الأوسط.  وتتضمن جميع
التقارير الإدارية وقدمت بيانات قائمة على الأدلة حول تحسين أداء وحدة العناية
المركزة.

كما اقترح الدكتور الشميمري افتتاح مبنى يضم 8 أسرة تحت
مسمى وحدة الرعاية المتوسطة (
IMCU)، والتي ساعدت بشكل كبير في تحسين قدرة وحدة العناية المركزة على استيعاب
مرضى ما بعد الجراحة.

وعلى المستوى المهني، كان الدكتور الشميمري نشطًا جدًا في
تطوير البرامج لتحسين الرعاية الحرجة داخل المستشفى وفي المملكة. ففي داخل
المستشفى، قدّم لتطوير الرعاية الحرجة برنامجا جديدا للزمالة في العناية المركزة ومعتمدًا
من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.

كما أشرف على تطوير برنامج فريد من نوعه بعنوان "دورة
الرعاية الحرجة المتقدمة" لـلأطباء في وزارة الصحة الذين يأتون لمدة ثلاثة
أشهر للتدريب في قسم العناية المركزة بغية تحسين مهاراتهم ومستوى الرعاية. وقد تم أخذ
الموافقة على هذا البرنامج أيضًا من قبل وزير الصحة شخصيا بجهود ومثابرة الدكتور عبد
الله الشميمري رغم الاعتراضات البيروقراطية من بعض المسؤولين وقد حقق البرنامج نجاحًا
كبيرًا، لدرجة أن العديد من المستشفيات التخصصية والجامعية حذت حذو مدينة الملك
عبدالعزيز الطبية في تطبيق مثل هذا البرنامج الرائد في مختلف التخصصات.

وتحت قيادة الدكتور الشميمري، شهد القسم نموًا أكاديميًا
كبيرًا. حيث 
عُقدت الندوة الدولية في طب الرعاية الحرجة في مارس 2005 وقُدّمت
فيها العديد من العروض العلمية الحديثة لمدة ثلاثة أيام ويومين إضافيين تضمّنا  دورات الدراسات العليا. التي اجتذبت عددًا
كبيرًا من المشاركين،

كما تم انتخابه رئيسًا لنادي الرياض للعناية المركزة خلال
هذه الفترة. 
ونظرًا لقدرته على أن يكون لاعبًا ناجحًا في الفريق، فقد
زاد عدد الحضور 
بشكل كبير مع تحسن مواز في جودة العروض التقديمية. ولم
يكتف بذلك، بل شارك في تنظيم أو إخراج أو تقديم عدد كبير من الدورات والندوات على
المستوى الوطني وعلى الصعيد الدولي. وعلى وجه الخصوص، قام بتأسيس الجمعية السعودية
للرعاية الحرجة ونظّم من خلالها 
دورة دعم أطباء العناية الحرجة والدورة الأساسية لإدارة
الكوارث، ودورة التهوية الميكانيكية، ودورة فغر القصبة الهوائية عن طريق الجلد.
بالإضافة إلى ذلك، فقد شارك في دورات أخرى مهمة في المستشفى بما في ذلك الطب
المبني على الأدلة والبراهين ومقدمة للبحوث السريرية. وتتويجًا لتلك الجهود تم تعيينه
أستاذًا مساعدًا في كلية الطب بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية (
KSAU-HS). حيث شارك في المحاضرات والبرامج التعليمية للمقيمين في أقسام
متعددة بما في ذلك قسم العناية المركزة والجراحة والطب والطوارئ. كما كان الدكتور الشميمري
رائداً في تعزيز الأنشطة البحثية في القسم. حيث خلال فترة رئاسته لقسم العناية
المركزة، زاد عدد الملخصات والمنشورات بشكل كبير. وتم نشر بعض الأبحاث في مجلات
طبية مرموقة بما في ذلك مجلة نيو إنجلاند

الطبية، ومنتدى الرعاية الحرجة، والمجلة الأمريكية لمكافحة
العدوى وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، أوصل القسم إلى العالمية ودفعه إلى أن يكون
نشطًا على المستوى الدولي وأصبح القسم جزءًا من عدة مراكز بحثية متعددة وتم دعوة
القسم للمشاركة في تنفيذ دراسات بحثية محكمة دوليًا وخاضعة للرقابة. ومن بينها
دراسة بعنوان “دراسة تهوية الرئة المفتوحة”. وكان المركز الأساسي للدراسة هو جامعة
ماكماستر في كندا. كما تم تقديم منحتين بحثيتين من مدينة
الملك عبد العزيز 
للعلوم والتكنولوجيا لعدد من أعضاء القسم وهذا يرجع للدعم
المستمر للنشاط البحثي بالقسم.

كان الدكتور الشميمري أيضًا عضوًا في العديد من اللجان
الإدارية في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض للمساهمة في تحسين الجودة في
المستشفى مثل لجنة سلامة المرضى، ولجنة الرعاية الحرجة، ولجنة فرقة العمل للرعاية
المتوسطة، ولجنة التثقيف الصحي، على سبيل المثال لا الحصر. وهو أيضا 
كان له شرف المشاركة في اللجان الوطنية مثل لجنة العناية
المركزة بوزارة الصحة، واللجنة الوطنية لتشخيص وعلاج الربو بوزارة الصحة، ونادي
العناية المركزة الشهري بالرياض، وعضوية المجلس السعودي للتخصصات الصحية وغيرها.
كما شارك في العديد من الدورات الوطنية والدولية والأنشطة التعليمية المتعلقة
بالرعاية الحرجة والطب الرئوي.

ولا يفوتني ان أنوّه بالإضافة لشخصيته القوية فإن أحد
أسباب نجاحه هو قدرته على أن يكون قائد الفريق. حيث استطاع استقطاب وتكوين فريق
قوي من المتخصصين داخل القسم. وينطبق الشيء نفسه على تفاعله على 
المستوى الوطني. ويتجلى ذلك في تمتعه برؤية قوية لطب
الرعاية الحرجة في المملكة والمنطقة. حيث قدّم العديد من المقترحات والمشاريع بما
في ذلك دورة الرعاية الحرجة المتقدمة ومقترح زمالة للرعاية الحرجة باعتماد الهيئة
السعودية للتخصصات الصحية وتأسيسه للجمعية السعودية 
لطب العناية الحرجة. وبسبب إنجازاته العديدة، تم منحه في
عام 2010 جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله لإنجاز
العمر في تخصص العناية المركزة




وتمت ترقيته إلى منصب عميد الدراسات العليا والشؤون
الأكاديمية بجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية وتدرّج أكاديميا إلى أن
حصل على درجة بروفيسور في كلية الطب.


كتب هذا التقريظ:

 الأستاذ الدكتور
ياسين عربي




رئيس قسم العناية المركزة

أستاذ بجامعة الملك سعود بن عبد
العزيز؛

المدير الطبي، خدمات الجهاز التنفسي،

مدينة الملك عبد العزيز الطبية،
الرياض، وزارة الحرس الوطني، المملكة العربية السعودية