بعض فصائل الدم ترتبط بأمراض مزمنة شائعة 28-12-2023

يحمل الدم الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة وكذلك ثاني أكسيد الكربون المتولد من نشاط الأنسجة إلى الرئتين في هواء الزفير.

كما يحمل المواد الغذائية الأولية التي تمتصها الأمعاء إلى الخلايا المختلفة لاستعمالها في إنتاج الطاقة اللازمة لنشاط الجسم.

ويقوم بحمل الفضلات الضارة المتبقية نتيجة لعملية التمثيل الغذائي في الجسم وذلك من خلال أجهزة الإخراج كالكلى والجلد فيتخلص منها الجسم عن طريق البول والعرق.

يحتوي الدم على خلايا الدم البيضاء كما أنه ينتج الأجسام المضادة التي تقوم بدور أساسي في حماية الجسم ووقايته من الأمراض.

يساعد الدم في حفظ توازن الماء بالجسم بحمل الماء الزائد لأجهزة الإخراج بحيث يكون هناك اتزان بين ما نحصل عليه من ماء عن طريق الشراب والطعام وبين ما نفقده عن طريق البول والعرق.

كما يقوم بامتصاص الحرارة من الأعضاء الداخلية والعضلات وأثناء انتقاله منها إلى الأعضاء الخارجية، وتحت الجلد يمكن للجسم أن يتخلص من الحرارة الزائدة عن طريق الإشعاع والبخار.

مكونات الدم

يتكون الدم من خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والبلازما والصفائح الدموية، وهو نسيج ضام ضروري جداً لاستمرارية الحياة وذلك لوظيفته المهمة في نقل الغذاء والأكسجين والهرمونات وغيرها إلى جميع أنسجة وخلايا الجسم.

بلازما الدم

وهي مادة سائلة شفافة تميل إلى الاصفرار لها دور مهم في نقل الماء والأملاح وأيضاً المواد الغذائية مثل: السكريات، الفيتامينات الهرومونات وغيرها، وتتركب من الماء بنسبة 90 % حيث لها دور كبير في الحفاظ على درجة حرارة الجسم 37 درجة مئوية، و10 % مواد أخرى ذائبة مثل: أيونات الأملاح المعدنية - البروتينات - الكربوهيدرات - الدهون - الفيتامينات - أجسام مضادة - هرمونات - غازات مذابة.

خلايا الدم الحمراء

خلايا قرصية الشكل مقعرة الوجهين، وظيفتها نقل الغازات. تنشأ من النخاع الإسفنجي في العظام الكبيرة، تتجدد كل 120 يوماً وتتكسر في الكبد والطحال وتذهب إلى العصارة الصفراوية لتشارك في محتوياتها، لونها أحمر لوجود مادة الهيموجلوبين وتتكون مادة الهيموجلوبين من بروتين وحديد، عددها تقريباً لدى الرجل البالغ 4 - 5 ملايين وفي المرأة 4 - 4.5 ملايين، ومهمتها تقتصر على حمل غاز الأكسجين من الرئتين واستبدالها بغاز ثاني أكسيد الكربون. بناء كريات الدم الحمراء تتحكم به الكليتان عن طريق هرمون يدعى بالإريتروبويتين، ويعتمد إفراز هذا الهرمون على الضغط الجزئي للأكسجين في الدم. في الارتفاعات العالية يكون الضغط الجزئي للأكسجين منخفضاً لذا ينشط إفراز هرمون الإريتروبويتين مما يرفع تركيز كريات الدم الحمراء لدى سكان المناطق الجبلية. تخلو خلايا كريات الدم الحمراء من النواة، لذا فهي غير قادرةٍ على الانقسام ولا على التكاثر.

الخلايا البيضاء

كريات الدم البيضاء هي الخلايا التي تقوم بتوفير الحماية للجسم من الأمراض، وعددها أقل من خلايا الدم الحمراء، إذ إنه بين سبعمائة وأربعة عشر كرية حمراء نجد كرية بيضاء واحدة، كما أنها متفاوتة الأحجام والأشكال، وبها نواة واحدة، وتظهر أكبر من خلايا الدم الحمراء.

الصفائح الدموية

أجسام سيتوبلازمية، توجد في الدم وتتكسر عند ملامستها للهواء لتجلط الدم حتى لا يتسبب في النزيف. ليس لها شكل محدد. توجد في الشخص الطبيعي بنسبة ربع مليون لكل مم3 فدورها الأساسي هو تحويل المادة البروتينية السائلة الموجودة في الدم وهي الفبيرونجين إلى مادة صلبة تسمى الفبيرين وهي خيوط متصلبة تتجمع حول سطح الجلد لتمنع خروج الدم من الجلد عند حدوث أي جرح. الدم لا يتجلط داخل الأوعية الدموية لأنه يسري بصورة طبيعية، كما أن مادة الهيبارين التي تفرزها الكبد تمنع عمل الصفائح الدموية، وللعلم فإن الصفائح الدموية تتكسر من الكبد والطحال كل 10 أيام لتتجدد باستمرار ويمكن القول إنها أجسام غير خلوية لأنها تتكسر باستمرار.

فصائل الدم

كان الاعتقاد قبل بدايات القرن العشرين أن الدم هو نوع واحد ومتماثل بين جميع البشر وغالباً كانت محاولات نقل الدم من الأشخاص السليمين للمرضى تؤدي إلى موت المرضى الأمر الذي أدى إلى منع نقل الدم لفترات طويلة في أوروبا حتى قام العالم النمساوي كارل لاندشتاينر في العام 1902 باكتشاف ما يسمى الأنتجينات في الدم وتم تقسيمها لاحقاً إلى أربعة أنواع هي A و B و AB و O، بناء عليها تم تحديد زمرة الدم جينياً، حيث يوجد لدى الإنسان نوعان من المورثات نوع A ونوع B، وعند وجود كلا النوعين A و B لدى الحمض النووي لهذا الشخص تكون زمرة دمه AB، أما إذا وجدت المورثة A فقط فزمرة دمه هي A، وبذات الطريقة بالنسبة لزمرة الدم B، أما عند عدم وجود أي من هاتين المورثتين تكون زمرة الدم O. ويلحق بكل نوع من هذه الأنواع إشارة موجب (+) أو سالب (-)، حيث ترمز إشارة (+) إلى وجود بروتين إضافي رمزه RH، والإشارة (-) ترمز إلى عدم وجود هذا البروتين والزمر الدموية الموجبة أكثر انتشاراً بسبب كونها صفة وراثية سائدة.

يمكن أن يكون دم المعطي من المجموعة (O) حيث إنها لا تحتوي على أضداد، ويعرف بالمعطي العام.

اختلاف فئات الدم بين الزوجين قد يُؤدي أحياناً إلى ضرر الجنين وذلك عندما يكون الزوج (عامل إيجابي) والزوجة (عامل سلبي). في الحمل الأول إذا كان الجنين (عامل إيجابي) يقوم جسم الأم بتكوين أضداد لعامل RH بسبب اختلاط دم الجنين مع دم الأم في المشيمة. مع تكرار الحمل بجنين RH +ve تزداد نسبة الأضداد في دم الأم مما يؤدي إلى انتقال هذه الأضداد عبر المشيمة إلى الجنين وبالتالي تلازمها مع دمه. يتم التخلص من هذه المشكلة بإعطاء الأم حقنة تحوي على أجسام مضادة للأضداد لهذا العامل.

ربطت بعض الدراسات العلمية بين فصيلة دم الإنسان وإصابته بأمراض شائعة مثل أمراض الربو والتهابات المفاصل وأمراض القلب والكبد وارتفاع ضغط الدم والسكر وقرحة المعدة والسرطان.

ذكر أحد أساتذة الكيمياء الحيوية بالمركز القومي المصري للبحوث إن أغلب المصابين بالسكري هم من أصحاب فصيلة الدم «O»، وفي الوقت ذاته هم الأقل قابلية للإصابة بأمراض الكبد بينما يتميز أصحاب هذه الفصيلة بأنهم أقل عرضة للإصابة بارتفاع مستوى الكوليسترول بالدم ويتميزون بزيادة درجة سيولة الدم بسب نقص بعض عوامل التجلط مما يقلل فرص حدوث جلطات دموية لديهم.

وأضاف أما بالنسبة لأصحاب فصيلة الدم «A» فهم أكثر عرضة للإصابة بحساسية الصدر والأنف، وترتفع بينهم نسبة الإصابة بحصوات المرارة وتليف الكبد وذلك لأسباب غير معلومة.

وأشار إلى أنه بالنسبة لأصحاب فصيلتي الدم «A» و» AB» فهم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي وارتفاع ضغط الدم بالمقارنة بالفصائل الأخرى.

كما لفت إلى أن استعداد الجسم للشفاء من المرض يرتبط بنوع فصيلة الدم، مشيراً إلى أن النساء من أصحاب فصيلتي دم «O» و»B» يستجبن للشفاء من سرطان الثدي بدرجة أفضل بالنسبة للنساء من فصيلتي دم « AB» و»A».

https://www.alriyadh.com/