ما مدى صحة ما يقال أن العناية المركزة هي المحطة الأخيرة لحياة المريض ؟ 15-07-2021








ما مدى صحة ما يقال أن العناية المركزة هي المحطة الأخيرة لحياة المريض ؟


نعم, العناية المركزة تعتبر المحطة الأخيرة, ولكن لعلاج المريض, وليس بالضرورة أن تكون هي الأخيرة لحياته كما هو مشاع وإن جاز التشبيه أشبهها بالحالة المصيرية لولادة الأم ومصيرمولدها الذي لا تقرره أي مشيئة عدا مشيئة الله .

إسمح لي أن ننتقل بهذا السؤال إلى الجزء الثاني من هذا الحوار, والذي سنركز فيه على قراءة المراحل الأخيرة من حياة الإنسان في العناية المركزة على اعتبار أنها المرحلة الأخيرة لنعش حياته وعودتها إلى أحسن حال أوقد تكون الأخيرة لنهاية حياته متى ما قدر الله له ذلك, هنا, وبما أن طبيعة عملك في هذا القسم تفرض عليك التواجد بشكل شبه دائم بالقرب من مرضاك, هل لا حضت أموراً أو علامات معينة تظهر أو تشير إلى اقتراب أجل المريض في تلك المرحلة التي تسمى مرحلة الاحتضار, وهل وجدت ظواهر غير طبيعية؟!

ما استطيع قوله بهذا الخصوص أنني لاحظت أموراً غير خاضعة للمنطق أؤكد لك أنها غير خاضعة للمنطق وكأن ما نواجهه هو تحد رباني لا يزيد المؤمن إلا إيماناً ولا يزيد الكافر إلا ذهولاً واستغراباً, ففي بعض الحالات أجد أن جميع المؤشرات تؤكد أن هذه الحالة في تحسن مستمر إلا أن ملائكة الله تأتي ضاربة بتلك المؤشرات التكنلوجية عرض الحائط لتقضي أمر الله ( فإذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ), ونجد أن بعض الحالات تمر بمرحلة تدهور مستمر لدرجة نتيقن معها أنها أي تلك الحالة أقرب للموت منه وأبعد من الحياة, وفجأة نجدها تعود للحياة وكأنها ليست تلك التي كانت تنتظر ساعة احتضارها.

وسضيف د. أشرف حينها يضل إحساس المريض بقرب أجله أو وصفه لما يجده بهذا الخصوص هو الأقرب للحقيقة التي لا يراها ولا يشعر بها هو دون غيره, هناك موقف لا زلت أتذكره حتى الساعة, هذا الموقف الذي حدث لأحد الأطباء المقيمين معي في نفس المبنى الذي أقيم فيه, وذلك حين أرسل ابنه لطلبي فاتجهت إلى شقته مسرعاً وعندما دخلت عليه غرفته وجدته ممدداً على سريره فسألته مابك يا دكتور؟! فنظر إليّ بنظرة واحدة, وقال لي عبارة واحدة ( أنا أحتضر )! فقلت له: لا يا دكتور أنت بخير إن شاء الله ثم حملته مسرعاً لقسم الطوارئ, وقمت ( بإنعاشه ) وذلك بوضعه على جهاز التنفس الصناعي أمراً بنقله لقسم العناية المركزة وبعد مضي أربع ساعات تقريباً سبق قدر الله ( محاولاتي ) , بيد أني لاحظت من خلال هذه الحالة وغيرها من الحالات المشابهة أنهم يرون أشياءً لا يستطيعون الحديث عنها ليس لعدم مقدرتهم على الحديث, بل لأن هناك ما يمنعهم من الحديث عن هذه النقطة بالذات وكأن هناك من يراقبهم أو يتابعهم أو يحذرهم, فسبحان الله العظيم






المصدر موقع جازان نيوز من حوار مع الدكتور. أشرف محمد احمد جبر, - أخصائي ورئيس قسم العناية المركزة - بمستشفى صامطه العام .

رابط المصدر


https://www.jazannews.org/new/s/25189